رسالة الحقوق

حكم- عن زين العابدين (ع) ذكر في رسالة الحقوق اموراً كثيرة وهي طويلة نذكر منها بعض ما يخص المجتمع حيث موضوعنا المعاشرة, (..واما حق الزوجة فان تعلم ان الله عز وجل جعلها لك سكناً وانساً فتعلم ان ذلك نعمة من الله عز وجل عليك فتكرمها وترفق بها وان كان حقك عليها اوجب فان لها عليك ان ترحمها لانها اسيرك وتطعمها وتكسوها واذا جهلت عفوت عنها..).
واما حق امك ان تعلم انها حملتك حيث لا يحتمل احداً احدا واعطتك (اطعمتك) من ثمرة قلبها مالا يعطى (ما لا يطعم) احداً احدا ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال ان تجوع وتطعمك وتعطش وتسقيك وتعرى وتكسوك وتضحى وتظلك وتهجر النوم لاجلك ووقتك الحر والبرد لتكون لها وانك لا تطيق شكرها الا بعون الله وتوفيقه واما حق أبيك فان تعلم انه اصلك فانه لولاه لم تكن فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم ان اباك اصل النعمة عليك فيه... واما حق اخيك فان تعلم انه تعلم انه يدك وعزك وقوتك فلا تتخذه سلاحاً على معصية الله ولا عدة للظلم ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له فان اطاع الله والا فليكن الله اكرم عليك منه ولا قوة الا بالله...
واما حق امامك في صلاتك ان تعلم انه تقلد السفارة فيما بينك وبين ربك عز وجل... واما حق جليسك فان تلين له جانبك وتنصفه في مجاراة اللفظ ولا تقوم في مجلسك الا باذنه ومن يجلس اليك يجوز له القيام عنك بغير اذنك وتنسى زلاته وتحفظ خيراته ولا تسمعه الا خيراً واما حق جارك فحفظه غائباً واكرامه شاهداً ونصرته اذا كان مظلوماً ولا تتبع له عورة فان علمت عليه سوء سترته عليه وان علمت انه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ولا تسلمه عند شريدة وتقبل عثرته وتغفر ذنبه وتعاشره معاشرة كريمة ولا قوة الا بالله, واما حق الصاحب فان تصحبه بالتفضل والانصاف وتكرمه كما يكرمك ولا تدعه يسبق الى مكرمة فان سبق كافيته وتوده كما يودك وتزجره عما يهم به من معصية الله وكن عليه رحمة ولا تكن عليه عذاباً...
واما حق غريمك الذي يطالبك فان كنت مؤسراً اعطيته وان كنت معسراً ارضيته بحسن القول ورددته عن نفسك رداً لطيفاً وحق الخليط ان لا تغره ولا تفشه ولا تخدعه وتتقي الله في امره... وحق المستشير ان علمت ان له رأياً حسناً اشرت عليه وان لم تعلم له ارشدته الى من يعلم, وحق المشير عليك ان لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه وان وافقك حمدت الله عز وجل, وحق المستنصح ان تؤدي إليه النصيحة وليكن مذهبك الرحمة له والرفق, وحق الناصح ان تلين له جناحك وتصغى اليه بسمعك...وحق الكبير توقيره لسنه واجلاله لتقدمه في الاسلام قبلك... وحق من اساءك ان تعفو عنه وان علمت ان العفو يضر انتصرت قال الله تعالى [وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ41](1).

وحق اهل ملتك اضمار السلامة والرحمة لهم والرفق بمسيئهم وتألفهم واستملاحهم وشكر محسنهم وكف الاذى عن مسيئهم وتحب لهم ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وان تكون شيوخهم بمنزلة ابيك وشبابهم بمنزلة اخوتك وعجائزهم بمنزلة امك والصغار منهم بمنزلة اولادك..)(2).


(1) سورة الشورى 42/41.

(2) الوسائل ب3 جهاد النفس.