حكم- افضل قدوة هم المعصومين (ع) في حفلات افراحهم كما هم قدوة في سائر اعمالهم وسيرتهم, فمثلاً زواج علي امير المؤمنين (ع) وفاطمة J ومجملها ان بعض الاصحاب ذكر علياً متعجبين من عدم تزوجه مع بلوغه 24 سنة وان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ابن عمه الحب بينهما قد تجاوز الحدود وانه لو تقدم الى خطبة ابنته فاطمة لما رده, فقال سعد بن معاذ رئيس قبيلة الاوس: هلموا الى علي عسانا بتوفيق من الله نحق الخير في مسعانا, فوجدوا علياً يعمل في بستان بالاجرة لانصاري وهو يضرب بالمسحاة ويقرأ القرآن, فقال له احدهم: يا علي لقد اجتمع فيك كل ما يرضي الله والناس وقد حان الوقت لان تجد لك زوجة ولعل فاطمة وحيدة الرسول من نصيبك لان كل من راح يخطبها لنفسه لم يلق من الرسول قبولاً ويبدو لي ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد اختار فاطمة لك) هذا الكلام يدل على ان علياً مؤيده ومسدد ومولى من الله ورسوله اقول فلماذا حرمتومه وسلبتم اراضيه واهملت احاديث الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في تخليفه, فشكرهم علي (ع) وبدل ثيابه وغسل بدنه وصلى لله ركعات وتوجه الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واخبره انه جاء خاطباً, فقال يا علي قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها ولكن على رسلك حتى اخرج اليك, فدخل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلاً يا فاطمة ان علياً بن ابي طالب من قد عرفت قرابته وفضله واسلامه واني قد سألت ربي ان يزوجك خير خلقه وأحبهم اليه وقد ذكر من امرك شيئاً فما ترين؟ فسكتت ولم تول وجهها ولم ير فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كراهة فقام وهو يقول: الله اكبر سكوتها اقرارها.
فخرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولقي علياً هل معك شيء ازوجك به؟ فقال امير المؤمنين (ع) فداك ابي وامي والله لا يخفى عليك من امري شيء: املك سيفي ودرعي وناضحي, فقال (صلى الله عليه وآله وسلم)... ولكني زوجتك بالدرع, فذهب جماعة وباعوا الدرع بـ 480 درهماً (وقيل خمسماءة)(1), فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخطب في الناس وعقد لعلي ثم عملوا وليمة فخرج علي ودعا الناس جميعاً ثم زفوها وقد اركبها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على بغلته, فاحاطها زوجاته وغيرهن وانتقلوا لها الى بيت علي وهن ينشدن ثم هبط جبرئيل مع مأة الف وميكائيل واسرافيل كل منهم معه مأة الف والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واصحابه يصدحون بذكر الله (الله اكبر الله اكبر).