في الصفات المختصة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

حكم- اعتاد الفقهاء على ذكر خصائص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عند ذكر عدد الزوجات وما يحل وماذا لم يحل ولا بأس بذلك فان المهم بالمسلم انه يعرف خصائص نبيه وحتى يعرف ان له ان يتزوج باكثر من أربع, عن الامام الصادق (ع) قال: (تزوج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بخمس عشرة امرأة فماتت منهن اثنتان ودخل بثلاث عشرة منهن وقبض عن تسع فاما التي لم يدخل بها فعمرة والشنباء واما الثلاثة عشر اللاتي دخل بهن فاولهن خديجة بنت خويلد ثم سودة بنت زمعة ثم ام سلمة واسمها هند بنت ابي امية ثم ام عبد الله عايشة بنت ابي بكر ثم حفصة بنت عمر ثم زينب بنت خزيمة بن الحارث ام المساكين ثم زينب بنت جحش ثم ام حبيبة رملة بنت ابي سفيان ثم ميمونة بنت الحارث ثم زينب بنت عميس ثم جويريه بنت الحارث ثم صفية بنت حي بن اخطب والتي وهبت نفسها للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خولة بنت حكيم السلمي وكان له سريتان يقسم لهما مع ازواجه مارية القبطية وريحانة الخندفية, والتسع اللاتي قبض عنهن عايشة وحفصة وام سلمة وزينب بنت جحش وميمونة بنت الحارث وام حبيب بنت ابي سفيان وصفية بنت حي بن اخطب وجويرية بنت الحارث وسودة بنت زمعة, وافضلهن خديجة بنت خويلد ثم ام سلمة بنت ابي أمية ثم ميمونة بنت الحارث)(1).
حكم- من خصائص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):

  1. اذا رغب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بامرأة وجب عليها القبول وحرم على غيره خطبتها وان كانت مزوجة وجب على الزوج طلاقها لان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اولى منه من نفسه, وهذه المعلومة لم تخص زيد حيث طلق زينب لان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يرغب بزينب وانما كان يعلم بانه سوف يطلقها وسوف يتزوجها هو ولكن العامة رووا ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد رآها قبل الطلاق وقال سبحان الله الخالق وأبدى رغبته بها, وهذا كفر وكيف يمنع الناس عن عشق المرأة المزوجة وهو يفعله لعن الله المفترين.
  2. تجاوزه عن اربع نساء الى ما شاء من العدد كما مر كما في الآية [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ...] وهي الاثنتين اللواتي ذكرناها آنفاً وهي السريتان هؤلاء مما افاء الله عليه بدون مهر [وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ...] مثل زينب بنت جحش [وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ...] من بني النجار [اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ...](2) مثل خولة كما ذكرنا آنفاً وهو خاص للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يصح هبة الفرج لاحد لغير النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم), ثم في الآية الاخرى [تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ...] بان تهجرها وتبعدها عن المضاجعة [وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء...] وفي الآية الاخرى [لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ...](3) من بعد اللواتي ذكرناها في الآية السابقة...
  3. وقوع العقد بلفظ ونية الهبة كما مر آنفاً ولا يصح لغيره تحليل الفرج بالهبة, نعم لو لفظ بلفظ الهبة او التمليك وما شابه بنية عقد النكاح كما سيأتي تفصيله فقد صح العقد كما قلنا مراراً في هذه الموسوعة.
  4. وقوع الطلاق بتخيير الزوجة كما في الآية [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا28](4) ولكن الآية لا يظهر منها خصوصية للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فان كل انسان اذا رأى من زوجته سوء خلق يخيرها بين البقاء والمفارقة فلاحظ.
  5. تحريم زوجاته من بعد عقده لهن, وفي الآية [وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا53](5) هذه نزلت حين قال طلحة اهانة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ان محمداً يستر عنا نساءه ويتزوج هو بنسائِنا لئن مات محمداً لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نسائنا فنزلت الآية [وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا53] وقد خالف الاصحاب هذا الامر ايضاً بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تزوج سناة العامرية وكانت جميلة فقال عائشة وحفصة لتغلبنا هذه على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بجمالها فقالتا لها لا يرى منك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)... فلما دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تناولها بيده فقالت اعوذ بالله فانقبضت يده عنها وطلقها وتزوج الكندية وهب لما مات ابراهيم بن مارية قالت لو كان نبي لما مات ابنه فطلقها, فلما تولى ابو بكر جائتا اليه يريدان الاجازة للتزوج فخيرهما ابو بكر فاختارتا الباه فزوجهما فجذم زوج احديهما ومات الآخر ولذا قال ابو جعفر (ع): (ما نهى الله عز وجل عن شيء الا وقد عصى فيه حتى لقد انكحوا ازواج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من بعده)(6).
  6. وجوب صلاة الليل والتهجد عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) والآية في ذلك [وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا79](7).
  7. تحريم الصدقة عليه وعلى اهل بيته
  8. حكم- الظاهر بان الصدقة سواء واجبة او مستحبة حرام على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بيته ودليل ذلك روايات كثيرة بان يقدم للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شيء من التمر او غيره فيسأل النبي ان هذه صدقة او هدية ومن ذلك تقديم سلمان له تمراً فقال صدقة فلم يأكل ثم تقديمه تمراً وقال هذه هدية فأكل, وكذلك السيدة زينب J لما مروا بها ومعها السبايا من اهل بيتها بالكوفة وقدم اهل الكوفة بعض الطعام فامتنعت السيدة زينب ومنعت الاطفال والنساء من استلامه قائلة ان الصدقة علينا اهل البيت حرام, واما ذرية اهل البيت (ع) فان الصدقة المستحبة ليست بحرام عليهم وانما الزكاة الواجبة وفطرة العيد حرام عليهم.


(1) الوسائل ب140 ح5و6و7و11 مقدمات النكاح.

(2) سورة الاحزاب 33/50.

(3) سورة الاحزاب 33/52.

(4) سورة الاحزاب 33/28.

(5) سورة الاحزاب 33/53.

(6) تفسير الصافي 4/20 سورة الاحزاب.

(7) سورة الاسراء 17/79.

(8) الوسائل ب4 ح4 الصوم المحرم والمكروه.

(9) سنن البيهقي 7/62.