مقدمات عقد النكاح

الخطبة بضم الخاء والخطبة بكسرها
حكم- الخطبة هو ذكر الله والبسملة والوعض في تحسين سيرة الزوجين والاصلاح بينهما قبل عقدهما والدعاء لهما بالخير والسعادة ولذويهما وسيأتي الكلام فيها, والخطبة: بالكسر هي اعلام المرأة او اهلها ان فلاناً يريد ان يتقدم لزواجها وهي قد تحصل من نفس الرجل لنفس الفتاة او لاهلها او من اهله لها او لاهلها.
حكم- يجوز التعرض بصراحة وجهر ان يصرح لها بانه يريد التزوج بها وانه يرغب بها زوجة يقول لها او لاهلها اذا كانت غير مرتبطة بزوج ولا بعده ولا بخطبة سابقة بشرط عدم الكلام الفاحش ولا الاجتماع السري بها الموجب للشبهة والسمعة والظنون السيئة بهما, واما التي عليها عدة وفاة او التي عليها عدة بائنة كالمختلعة والمطلقة ثلاثاً فلا يجوز التصريح لها وانما يشير اليها اشارة بالرغبة بها, واما المطلقة وهي غير مدخولة فهي فارغة من الزوج بالمرة فيجوز التصريح والمراجعة لاهلها ولها, واما المطلقة الرجعية فهي بحكم الزوجة ما دامت بالعدة فلا يجوز التفكير بزواجها ولا الاشارة لها ابداً.
حكم- قال الله تعالى في الاشارة الى بعض ما ذكرنا [وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ...] انتهت عدتهن وحدادهن, [فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ234](1), فاذا اردن السكون وعدم الزواج فلا يجبرن على الزواج, واذا اردن الزواج فلا يمنعن في استقبال الخاطبين والراغبين اذ هو عمل شرعي صحيح [وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ] بدون صريح لذات عدة وفاة او لذات عدة بائنة من زوجها [مِنْ خِطْبَةِ] بكسر الخاء [النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا...](2), أولاً: الاختلاء بها مفرداً حرام مطلقاً سواء تكلما ام لا, وثانياً: المواعدة السرية بدون الاختلاء عند اللقاء حرام أيضاً اذا كان الكلام بالعشق والفحش والاشارات واللمسات لبدنها او المصافحة, واما بالمواعدة في مكان عام وبدون حركات مشبوهة وكلمات محرمة وقد قال تعالى [إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا...] فلا مانع ولا اشكال.
حكم- لا يجوز العقد لذات العدة البائنة عن زوجها الا ان تنتهي العدة كما في آخر الآية المذكورة [وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ235](3) يحلم عنكم اذا لم تقصدوا الفسق والخيانة, روى البصري عن ابي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل [إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا...] قال تلقاها فتقول اني فيك راغب وانهي للنساء لمكرم فلا تسبقن بنفسك والسر لا يخلو حيث وعدها(4).


(1) سورة البقرة 234.

(2) سورة البقرة 235.

(3) سورة البقرة 235.

(4) وسائل الشيعة.