غير اولي الاربة

حكم- قال تعالى: [وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ...31](1), الاربة: هو العقل والبصيرة بكسر الهمزة فغير ذي الاربة معناه ليس ذا عقل تام وبصيرة او الحاجة فغير ذات الاربة هو الذي لم يكن له حاجة بالجنس فهو لا يشعر بجمالها وزينتها ولا يفكر بمقاربتها, وعن زرارة قال سألت ابا جعفر (ع) عن قوله عز وجل [أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ] الى آخر الآية قال (ع): (الاحمق الذي لايأتي النساء)(2), وعن ابي عبد الله (ع) عن ابيه (ع) قال كان بالمدينة رجلان فقال رجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسمع اذا افتتحتم الطائف ان شاء الله فعليك بابنة غيلان الثقفية فانها شموع بخلاء مبتلة هيفاء شنباء اذا جلست تثنت واذا تكلمت غنت تبقل باربع وتدبر بثمان بين رجليها مثل القدح فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا اراكما الا من اولي الاربعة من الرجال فامر بهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فغربا الى مكان يقال له العرايا وكانا يتسوقان في كل جمعة)(3), ومعنى هذا الوصف: الشموع هي الضحوك اللعوب المزاحة, والبخلاء: لعلها التي تبخل بصفاتها على الاخريات فهي وحيدة الصفات, المبتلة والبتلاء هي الطاهرة الوضيئة المشرقة من جمالها, والهيفاء: ذات الخصر والضامرة البطن وهو وصف يوصف لجمال البدن بعدم السمن, والشنباء: ذات الفم الطيب وبيضاء الاسنان, وتثنيها في الجلوس لعله لتفنجها وتدللها او قصد امتلاء مفاصلها بحيث لم تسرع بالجلوس, تقبل باربع: لعله يقصد انها تقبل بالرجلين واليدين فلا افضلية ولا جمال بهذا الوصف, والاقرب انه يقصد ان ثدييها باديان وكذلك وجهها وفرجها لانه قصد التشبيب, وتدبر بثمان لعله يقصد الكتفين والاليتين واليدين والرجلين والقدح وصف للفرج من حيث تقوسه وارتفاعه, فالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عاقبهما بان غربمها الى ارض العرايا فلا يدخلان المدينة الا في الجمعة للصلاة والتسوق, وهذا ما يدل على ان التعلق الجنسي شديد في ذلك الزمان اكثر من هذا الزمان فاني لم اعرف ولا سمعت شاباً يستطيع ان يصف شابه غريبة عنه وبعيدة بهذا الوصف الدقيق.


( ) سورة النور 24/31.

( ) الوسائل ب111 ح1و4 مقدمات النكاح.

( ) الوسائل ب111 ح1و4 مقدمات النكاح.