حادثة المباهلة ومقدماتها

حكم – ورد عن الإمام الصادق (ع) أن نصارى نجران لما وفدوا على الرسول (ص) وكان سيدهم الأهتم و العاقب والسيد وحضرت صلاتهم فأقبلوا يضربون بالناقوس وصلوا فقال اصحاب رسول الله (ص) يا رسول الله هذا في مسجدك؟ فقالوا إلى ما تدعو؟ فقال إلى شهادة أن لا اله إلا الله واني رسول الله وان عيسى عبد مخلوق يأكل ويشرب ويحدث قالوا فمن ابوه فبهتوا فأنزل الله [إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ](1) وقوله [ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ ابناءنَا وَابناءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ](2) فقال لهم رسول الله فباهلوني فأن كنت صادقاً انزلت اللعنة عليكم وان كنت كاذباً انزلت علي فقالوا انصفت فواعدوا للمباهلة فلما راجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم السيد والعاقب و الأهتم أن باهلنا بقومه باهلناه فأنه ليس نبياً وان باهلنا باهل بيته خاصة فلا نباهله فانه لا يقدم اهل بيته إلا وهو صادق فلما اصبحوا جاء إلى الرسول ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين(ع) فقال النصارى من هؤلاء فقيل لهم أن هذا ابن عمه ووصيه وختنه علي بن أبي طالب وهذه بنته فاطمة والحسن والحسين(ع) ففرقوا (خافوا) (وقالوا لرسول الله (ص) نعطيك الرضا فاعفنا من المياهلة فصالحهم رسول الله (ص) على الجزية و انصرفوا)(3)
حكم – كيفية المباهلة أن تقول بما مضمونه (اللهم رب السماوات السبع و الأرضين السبع ورب العرش العظيم أن كان فلان جحد حق فلان وكفر به وادعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من السماء و عذاباًَ اليماً ) كما ورد
حكم – هذا الدعاء غير ملزم و إنما يمكن أن تقول: اللهم إن كان فلان على باطل في دعواه كذا و كذا فأرنا فيه نقمتك و عذابك بالهلاك أو بالسقم و الأمراض و كذا و كذا و هو يقول على الآخر ما يريد من اللعن و طلب نزول العذاب أو الهلاك فيتقابل المتناقضان بالدعوى فينزل العذاب في موت أو في مرض أو ما شاء الله من الخزي للطرف الذي يقول بمقال باطل و ينجو الناقض له الذي يقول بمقال حق و ينتصر للحق و اهله

حكم – الأفضل و الأضمن الاستجابة الدعاء على الآخر أن يكون في وقت مقدس كما بين الطلوعين أو بعد أداء فريضة أو يوم الجمعة أو ميلاد إمام أو وفاة إمام أو يوم عيد أو غدير أو يوم المبعث و هكذا و في مكان مقدس كمسجد أو حضرة إمام و في حال مقدس كبعد صلاة نوافل في حال البكاء و الدمع و تقلب الوجه حيال الوجه. كما روي عن الصادق (ع) على داوود بن علي العباسي والي المدينة حين قتل خادمه المعلى بن خنيس متهماً إياه انه يدعو إلى محمد بن عبد الله ذي النفس الزكية فقتله ثم ارسل إلى الإمام جعفر ابن محمد (ع) ليأخذه و ليحاسبه عن خادمه فصلى الإمام لله ثم دعا على داوود فخرج له حية و عظته و مات من ساعته فقال الإمام للجلاوزة الذين جاءوا لأخذه اذهبوا فقد مات صاحبكم.


(1) أل عمران 59

(2) أل عمران 61

(3) تفسير الصافي 344