المباهلة

حكم المباهلة حدث عظيم في الإسلام وقد حدث بها القران الكريم فاللازم ولا تفصيل احكامها فيما اعلم وقد جاءت بها ايات و احاديث عديدة في حدوثها وبعض كيفياتها وتشجيع المؤمنين بالقيام بها عندما يحرجهم المنافقون المدافعون على سلاطين وخلفاء الضلال الذين سودوا التاريخ وحينما يقللون شأن أهل البيت ويتنكرون لفضائلهم ورتبتهم العالية عند الله وعند رسوله (ص) فأليك هذا الحديث وتم نتعرض للآيات الكريمة وتصدي الرسول (ص) في فضحهم في عقيدتهم فأعرف كيف ننتصر على المعاند الظالم الذي لا يقبل النقاش وتحريه امام المجتمع فقد روي عن أبي عبد الله (ع) قال قلت له إنا نكلم الناس فنحتج عليهم بقول الله عز وجل [أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ] فيقولون نزلت في أمراء السرايا فنحتج عليهم بقوله عز وجل [إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ] فيقولون نزلت في المؤمنين ونحتج عليهم بقول الله عزوجل [قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى] فيقولون نزلت في قربى المسلمين قال فلم ادع شيئاً ما حضرني ذكره من هذا وشبهه إلا ذكرته فقال لي إذا كان ذلك فأدعهم إلى المباهلة قلت كيف أصنع؟ قال اصلح نفسك ثلاثاً واظنه قال وصم وأغتسل وابرز أنت وهو إلى الجبان فشبك اصابعك من يدك اليمين في اصابعه ثم انصفه وابدأ بنفسك وقل: (اللهم رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم أن كان أبو مسروق جحد حقاً و ادعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من الماء أو عذاباً اليما ثم رد الدعوى فقل و أن كان فلان جحد حقاً و ادعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من الماء أو عذاباً اليما)، ثم قال لي فأنك لا تلبث أن ترى ذلك فيه فو الله ما وجدت خلقاً يجيبني اليه. رفع عيسى المسيح (ع) ومحاججة النبي محمد (ص) للنصارى.
حكم – ورد في تفسير قوله تعالى [إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ] استيفاء بدنك وليس روحك و الجملة بعدها توضحها [وَرَافِعُكَ إِلَيَّ] إلى السماء اكراماً لك [وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ] بنبوتك ودين الذين جئتهم به وهو التوحيد و التعهد بأتباع النبي محمد (ص) من بعده فأنقسمت أمته من بني اسرائيل إلى 73 فرقة منها واحدة في الجنة وهم الذين اقروا بالتوحيد وبنبوة محمد (ص) وولاية الأئمة الأثني عشر من بعده و الباقون في النار كما قال الله تعالى [وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ](1) وهم المتبعون الأنبياء من عيسى ومن قبله ومن بعده إلى خاتمتهم وهذه الآية التي حكت وعد الله لعيسى (ع) برفعه إلى السماء من بعد ما دعاهم إلى الله 33 سنة فكفروا وكذبوه وطغوا وبغوا وعزموا على قتله و اتبعه.
ورد عن الإمام الباقر (ع)قال أن عيسى (ع) وعد اصحابه ليلة رفعه الله إليه فاجتمعوا إليه عند المساء اثنا عشر رجلاً فادخلهم بيتاً ثم خرج من عين في زاوية البيت وهو ينتفض رأسه من الماء فقال أن الله اوصى اليّ انه رافعي إليه الساعة ومطري من إليهود فايكم يلقى عليه شبهي فيقتل ويصلب فيكون فيها معي في درجتي فقال شاب منهم إنا ياروح الله قال فأنت هوذا فقال لهم عيسى (ع) أما أن منكم من يكفر بي قبل أن يصبح اثنتا عشرة كفرة وقال له رجل منهم إنا هو يانبي الله فقال (ع) أتحس في ذلك في نفسك فلتكن هو ثم قال لهم (ع) أما انكم ستفرقون بعدي على ثلاث فرق فرقتين مفتريتين على الله في النار وفرقة تتبع شمعون صادقة على الله في الجنة ثم رفع الله عيسى (ع) إليه في زاوية البيت وهم ينظرون إليه ثم قال أن اليهود جاءت في طلب عيسى من ليلتهم فأخذوا رجل الذي قال له عيسى أن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة اخذوا الشاب الذي القي عليه شبح عيسى (ع) فقتل وصلب وكفرة(2) الذي قال له عيسى (ع) يكفر قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة، وفي ذلك قال الله تعالى [إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً](3)

حكم – أن الله تعالى قد فوت على اليهود والنصارى الفرصة تكذيبهم هذه المعلومة وألا نشروا دعواهم بأن نبيهم وربهم مصلوب ونصروا يهودا العالم ومعلوم أن أكثر الشعوب في العالم تعيش الغباء و الجاهلة و الاتباع بكل ناعق و الميل مع كل ريح إلا اقل القليل من العقلاء في العالم فأدرس حال الشعوب من اتباع الانبياء (ع) والى الذين في عصور الأئمة النبي (ص) والائمة الاثني عشر (ع) والى هذا الزمان والناس لا يزيدون إلى غلالاً وجهلاً وفساداً وظلماً فالقران تصدى للنصارى وكذبهم بزعم قتل عيسى ولم تتأثر الشعوب بهذه الخديعة و أخذ الإسلام طريقة بالانتشار والتصديق وان كان أكثر اتباعه أتعس حالاً من الكفار.


(1) أل عمران 55

(2) الصافي 342 عن القمي

(3) النساء 157