فصل المباهلة: وهو من ملحقات كتاب اللعان إذ معناه اللعان

المباهلة حادثة وأحكام
قال الله تعالى [الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ] [فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ] أي في عيسى (ع) في انه بشر مخلوق من أم فقط [مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ ابناءنَا وَابناءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ ] نتوسل إلى الله تعالى بلعن واهلاك الكاذب [فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ](1)
ويقال بأهله: طرده وحرمه من الفوائد
وناقة بأهله: لا بعل لها أو لا لبن في ثديها أو لا فائدة فيها
نبتهل إلى الله: أي نتوسل إلى الله الحق الذي لنا وان يجازي من عاندنا بالطرد واللعن
و ابتهلوا إلى الله: أي اجتهدوا إليه لنيل الرضا و الخير والرفع عن الضر وتباهلوا تكارهوا وتلاعنوا وتباعدوا
وشخص أبهل مثل أهبل: أي خفيف العقل كالمخبول ويقال مهبول
وفلان بهلي: أي ساكن أو ساكت عن حقه غير متفاعل مع المجتمع

ومن صفات علي أمير المؤ منين (ع) كما في خطبة زين العابدين (ع) (بهي بهلول) أي منور وكبير العقل والتدبير وصابر عن حقه ومتبشر الوجه المبتسم والحادثة العظيمة كانت أن تجادل النصارى و على رأسهم العاقب والسيد من وفد نجران مع النبي (ص) وقد اثبت لهم بأن عيسى (ع) عبد الله وأن مثله كمثل أدم (ع) فلا حجة لهم من كونه من غير أب انه اله أو هو متلبس به الإلوهية فعاندوا وكذبوا فدعاهم النبي (ص) للمباهلة بان يدعو النبي (ص) أفضل أهل بيته ابنته سيدة نساء العالمين وابناء ابنته وهما سيدا شباب أهل الجنة و وصيه ومن هو بمنزلة نفسه وهو علي بن أبي طالب (ع) كما اعترف المعزون المحدثون من مخالفي أهل البيت (ع) مثل محبيهم وكما ورد عن الأئمة المعصومين (ع) مفصلاً يحضرون في مقابلتهم فيدعون عليهم باللعن ثم يدعو النصارى على الرسول وأهل بيته فيروا من سيجيب الله دعاءه على الآخر وذلك في 24 أو 25 من ذي الحجة في السنة الرابعة من الهجرة ولما دعى النبي (ص) النصارى للمباهلة قالوا حتى نرجع وننظر فلما خلي بعضهم إلى بعض قالوا للعاقب وهو صاحب العقل والتدبير فيهم، قالوا يا عبد المسيح ما ترى قال ( والله لقد عرفتم أن محمداً نبي مرسل ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم ) أي عيسى (ع)انه ليس رباً ( والله ما بأهل نبياً قط فعاش كبيرهم و لا نبت صغيرهم فأن أبيتم إلا إلف دينكم ) أي التمسك بدينكم ( فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم فجاء النبي (ص) رافعاً الحسين (ع) على صدره ومن خلفه فاطمة الزهراء (ع) وبيدها الحسن (ع) وخلفها علي ابن أبي طالب (ع) وقيل بغير هذا الترتيب وخرج النصارى يقدمهم الأسقف) وهو في عرف النصارى أعلى رتبة من القسيس وأدنى من البطران ( فقال الأسقف إني لا أرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلاً لا أزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة فقالوا يا أبا القاسم أنا لا نباهلك ولكن نصالحك فصالحهم على أن يؤدوا إليه في كل عام الفي حلة ذهب و ثلاثين درعاً وثلاثين فرساً عارية) قال النبي (ص) ( والذي نفس محمد بيده أن الهالك قد تدلى على أهل نجران فلو لاعنوا لمسخوا قردة و خنازير و لا أضطرم عليهم الوادي ناراً... )وبهذا بان فضل أهل البيت (ع) و أنهم بمنزلة رسول الله (ص) من بعده رغماً على اناف اللعناء الذين ابعدوهم و استنكروا عليهم مراتبهم و غصبوهم بعد رسول الله (ص) وما قاتلوهم وما قتلوهم


(1) أل عمران 61