نظر المرأة الاجنبية

حكم- سيأتي تفصيل الاثام في النظر للنساء الاجانب والآن نشير الى نظر المرأة الاجنبية وعنده زوجه وليس المهم انه تعمد للنظر وانما يُمكن ان يصادف رؤية المرأة المكشفة, عن ابي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (اذا نظر احدكم الى المرأة الحسناء فليأت اهله فان الذي معها مثل الذي مع تلك) فقالم رجل فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فان لم يكن له اهل فما يصنع, قال: (فليرفع نظره الى السماء وليراقبه وليسأله من فضله)(1), وحديث الاربعماءه عن علي (ع) قال: (اذا رأى احدكم امرأة تعجه فليأت اهله فان عند اهله مثل ما رأى فلا يجعلن للشيطان على قلبه سبيلاً ليصرف بصره عنها فان لم يكن له زوجة فليصل ركعتين ويحمد الله كثيراً وليصل على النبي ثم يسأل الله من فضله فانه يتيح من رأفته ما يغنيه)(2).
حكم- اذا حرم رجل من الزواج ولم يستطع ان يتزوج فعلاً فعليه بكثره الصيام واطالة سعر البدن والابتعاد عن محادثة النساء وسماع الموعظة وكثرة قراءة القرآن والادعية وعدم الاختلاء بنفسه والاشتغال بالعمل والدراسة وعدم جعل فراغ له فان الشيطان يميله للشهوة عند الفراغ وليرافق من يخجل منه على الدوام, وفي الحديث: جاء رجل الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس عندي طول فانكح النساء فأليك اشكو العزوبة؟ فقال: (وقر شعر بدنك وادم الصيام ففعل فذهب ما به من الشبق), وعن علي (ع) قال: (ما كثر شعر رجل قط الا قلت شهوته)(3).
حكم- في النظر الى النساء مخالفتان شرعيتان اي ناحيتان, الاولى: انها تؤثر على نفس الناظر الشهوة الجنسية وثورته الشيطانية لانها ذات فرج يرغبه الرجال, فاذا كان الناظر زوجاً فنظره مجاز ومبرور وانه في مورده الشرعي لحلية فرجها له, او كان الناظر محرماً للمنظورة مما يقطع نفسه عن جهة جنسها فنظره لها ايضاً في مورده مجاز لانه بعيد عن جهة الشهوات في نواحيها, او كان الناظر اجنبياً عن محرمتيها يعني يجوز ان يعقد نكاحها ولم يعقد فهو مورد التحريم والنصوص الكثيرة لتوعيده بالنار.
الجهة الثانية: من ناحية حرمتها وكرامتها بأهليتها لنكاحها فان كانت ليست اهلاً كالكافرة فنظره لها كنظره الى الحيوان لتحريم جنسه عليه, او كانت لا كرامة لها لفسقها وبذلها لكرامتها فاذا رآها فلا حرمة لها لهدرها هذه الكرامة من هذه الجهة فان كان الانسان لا يتأثر لكبره وعدم ثوران شهواته لاستغنائه جاز النظر للكافرة المتبرجة.
وكذلك للفاسقة لعدم حفظها حرمتها وكرامتها بسبب تبرجها وانكشافها للرجال هذا خلاصة ما نستفيد من النصوص الماضي ذكرها والآتية في مختلف العناوين.
حكم- يجب الغيرة للرجل على عرضه فلا يبذل نساءه ينظرها الرجال الاجانب يعني من يحل له نكاحها من قرابتها كابن عمها وعمتها وخالها وخالتها او كان قريب لها بالمرة والنظر او اللمس وسماع الصوت بمنزلة الزنا, ففي الحديث: ان العين لتزني وان القلب ليزني وان اليد لتزني وان الاذن لتزني, وعن ابي عبد الله (ع) وابي جعفر (ع) قالا: (ما من احد (ما من عضو) الا وهو حظاً من الزنا وزنا العين النظر وزنا الفم القبلة وزنا اليد اللمس صدق الفرج ذلك او كذب)(4).
حكم- الغيرة من الرجل على نسائه معناها حفظهن عن تعرض أحد من الرجال لرغبة جنسهن ممن يحرم عليه التعرض لجنسهن اي انه ليس زوجاً للمرأة فهذا واجب, واما غيره المرأة على زوجها فمعناها منعها له من ان يتزوج غيرها وهو يحق له تزوج غيرها فهو حرام او مكروه, هذا مما جاء به النصوص ومنها: (غيرة المرأة كفر وغيره الرجل ايمان)(5), وعن ابي عبد الله (ع): (ان الله غيور يحب كل غيور ومن غيرته حرم الفواحش ظاهرها وباطنها)(6), وعن ابي جعفر (ع) اتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) باسارى فامر بقتلهم وخلا رجلاً من بينهم فقال الرجل كيف اطلقت, خليت عني؟ فقال (اخبرني جبرئيل عن الله ان فيك خمس خصال يحبها الله ورسوله: الغيرة الشديدة على حرمك والسخاء وحسن الخلق وصدق اللسان والشجاعة) فلما سمعها الرجل اسلم وحسن اسلامه وقاتل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى استشهد(7).
وابن ابي يعفور قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقول: (اذا لم يغر الرجل فهو منكوس القلب)(8), وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (ان الجنة ليوجد ريحها من مسيرة خمسماءة عام ولا يجدها عاق ولا ديوث) قيل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما الديوث؟ قال: (الذي تزني امرأته وهو يعلم بها)(9), وعن ابي جعفر (ع) قال: (غيرة النساء الحسد والحسد هو اصل الكفر ان النساء اذا غرن غضبن واذا غضبن كفرن الا المسلمات منهن)(10).
حكم- يحرم حرمة مغلظة ان تخرج المرأة مع منع زوجها لها اذا كان المنع موافق للشرع كما يحرم تزينها وتعطرها لغير زوجها من الرجال الاجانب, عن ابي عبد الله (ع) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (اي امرأة تطيبت وخرجت من بيتها فهي تلعن حتى ترجع الى بيتها متى ما رجعت)(11), وعنه (ع): (نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان تخرج المرأة من بيتها بغير اذن زوجها فان خرجت لعنها كل ملك في السماء وكل شيء تمر عليه من الجن والانس حتى ترجع الى بيتها ونهى ان تتزين لغير زوجها فان فعلت كان حقاً على الله ان يحرقها بالنار)(12).
حكم- مما نهى عنه المعصومون (ع) هو اسماعهن وتعليمهن كل ما يلفت انظارهن ويقربهن للشهوات الجنسية ولو كان قرآناً كريماً ففي الحديث عن امير المؤمنين (ع): (لا تعلموا نساءكم سورة يوسف ولا تقرؤهن اياها فان فيها الفتن وعلموهن سورة النور فان فيها المواعظ)(13), وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تزينوا النساء الغرف ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن المغزل وسورة النور)(14), الغرفة هي الحجرة في الطوابق العالية بحيث تكون مشرفة على بيت الجيران فاذا استقلت فيها بدون اهلها فلعلها تتعاشق مع شباب الجيران ويرونها وترونهم مع الابتعاد عن اهلها.


(1) الوسائل ب47 ح2و3 مقدمات النكاح.

(2) الوسائل ب47 ح2و3 مقدمات النكاح.

(3) الوسائل ب129 مقدمات النكاح.

(4) الوسائل ب104 ح2 مقدمات النكاح.

(5) الوسائل ب78 ح8 مقدمات النكاح.

(6) الوسائل ب77 ح2و10و3و9 مقدمات النكاح.

(7) الوسائل ب77 ح2و10و3و9 مقدمات النكاح.

(8) الوسائل ب77 ح2و10و3و9 مقدمات النكاح.

(9) الوسائل ب77 ح2و10و3و9 مقدمات النكاح.

(10) الوسائل ب78 ح3 مقدمات النكاح.

(11) الوسائل ب80 ح4 مقدمات النكاح.

(12) الوسائل ب80 ح4 مقدمات النكاح.

(13) الوسائل ب92 ح2 مقدمات النكاح.

(14) الوسائل ب92 ح2 مقدمات النكاح.