السابعة: إشكال الدريني وجوابه

حكم: ذكر عن الدكتور الدريني إنه نقد نكاح المتعة وخطأه بحجه من عنده ولم يلتفت لا مر الله ورسوله واجماع المسلمين وفعل أصحاب الرسول (ص) وهذا من طرق الوهابية إنه يؤلون كل شيء ويتخذون كتاب الله ظهرياً ويستندون متشابهة ويتناسون ايات اخرى اصرح منها وهذه طريقتهم في تفكير المسلمين وخصوصاً شيعة اهل البيت (ع) ومجمل كلام الدريني إن النكاح قد بنى على تكوين الاسر وايجاد النسل وهذا في النكاح الدائم واما المتعة فالمقصود بها الللذة وقضاء وقضاء الشهوة والاستمتاع مجرداً من الانجاب وفيه:
أولا: بأي دليل ان المقصود بعقد المتعة مجرد الشهوة بل كثيراً ما يقصد بها الاستقرار والاحصان وانجاب الأولاد وكل مقاصد الدائم ولكن الظروف لم تعنه والحال لم تساعده ان يقصد بالدائم لعدم المال أو إنه لا يملك مكان للسكن إنه يطارده السلطان أو انه يعقدها مدة ليتعرف عليها وتتعرف عليه ثم يعقدها فيعقد بالمؤقت لما ذكر وإن الله تعالى أول ماصح من عباده .
وثانياً: قد اجيب بأن الدكتور قد خلط بين علة التشريع ومناطه فظن ان تكون الاسرة علة للنكاح فيدور صحتة وعدمه على حصول العلة وعدمها بينما التكوين هو حكمه الزواج والحكمه أوسع من الموضوع مثل أمر القرآن [وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ] فالأمر بالعدة ليس علة الحمل والا لانتفت إذا علم بعدم حصول الحمل مثل
1 ـ ما إذا علم انهما عقيمان
2 ـ احدهما عقيم
3 ـ مسافر عنها مدة طويلة
4 ـ ثبت بالفحص الطبي بعدم الحمل
ثالثاً: اين صدقت هذه العله التي استند اليها فيما اجازه الشرع مثل
1 ـ تزوج العقيم بالرجل الولود
2 ـ تزوج العقيم بالمرأة الولودة
3 ـ نكاح البائسة
4 ـ نكاح الصغيرة
5 ـ النكاح مع شرط عدم الدخول موقتاً أو دائماً
6 ـ النكاح مع العزم على عدم الانجاب
وغير ذلك فهل الدكتور يحرم هذه النكاحات وبأي وجه شرعي؟
رابعاً: على الدكتور في تعليله الاحكام الشرعية ان يفرق بين عقد المتعة المقصود بها لغاية الانجاب وتشكيل الاسرة بخصائصها الذاتية من العفة والطهر والولاية والنصرة والتكافل الاجتماعي , كما قد عبر في تعليله حيث ان المتعة ليس دائماً لا يحصل بها انجاب وبين ما قصد به مجرد الشهوة وقضاء الرغبه الجنسية فيقول كأمثاله المعللين للشرع من عندهم (وهذا حلال وهذا حرام ) ليفتروا على الله الكذب.

خامساً: انك ترى اكثر البشرية من الكفرة والفسقة الذين يتزوجون وينجبون لا يهمهم الانجاب والا لحفظ أولادة وبناته من الانحلال الخلقي والانفلات بالميخانات والحانات والمقاهي بل لا يلتفت إلى معنى تكوين اسرة واجتماع عائلة وتكثير ذرية وانما المؤمنين يهتمون بزواجهم مع نيتهم قضاء وطر الشهوة واشباع الغريوة الجنسية وهي مهمة وخطرة وتعوق كل قواهم مع ذلك يفكرون بالاستقرار الاسري وتكوين اسره واشاعة الالفة والاحترام وتكثير الذرية وتكوين العشائر فهل حرم الاسلام حسب تعليلات هؤلاء المسمين بالدكاترة وهم الكثرة الكاثرةوهم ينقذون الاحكام ويفتون المسائل على ما يروقهم ولا يركنوا إلى علم وثيق ولم يتنوروا بالمعرفة [وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ] (1) تبعاً لاسلافهم.


(1)التوبة 9/97.