مراحل الحمل والولادة

حكم: ورد عن صابر قال رسول الله (ص) (إذا وقع الولد في جوف امه ) يعني عند الجماع حين يستقر في الرحم أربعين يوماً نطفة وأربعين علقة واربعين مضغة ثم يكسو لحماً وحينئذ يبعث فيه الروح صار وجهه قبل ظهر أمة إن كان ذكراً وإن كان انثى صار وجهها قبل بطن أمها ويداه على على وجنتيه وذقنه على ركبتيه كهئية المحزون المهموم فهو كالمغرور متوط بمعاء من سرته إلى سرة أمة فمن تلك السرة يتغذى من طعام أمة وشرابها إلى الوقت المقدر لولادته يبعث الله تعالى إلية ملكاً يكتب على جبهته تقياً أو سعيداً مؤمناً أو كافراً غنياً أو فقيراً ويكتب أجله ورزقه وسقمه وصحته وإذا انقطع الرزق المقدر له من سرة أمة زجرة الملك زجرة فانقلب فزعاً من الزجرة وصار رأسه قبل الفرج فإذا وقع على الارض وقع في هول عظيم وعذاب اليم إن اصابته ريح أو مصيبه وجد لذلك من الألم ما لم يجد الملوع المسلوخ عنه جلده بجوع فلا يقدر على الاستطعام ويعطش فلا يقدر على الاستسقاء ويتوجع فلا يقرر على الاستغاثة فيوكل الله تبارك وتعالى برحمته والمشفقة عليه والمحبه له أمه فتقيه الحر والبرد بنفسها تكاد تفديه بروحها وتعبر مع التعطف عليه بحال لا تبالي إن تجوع إذا شبع وتعطش إذا روي وتعرى إذا كسي وجعل الله تبارك وتعالى ذكره رزقه في ثدي أمه في أحديها شرابه وفي الاخرى طعامه حتى إذا رضع أتاه الله تعالى في كل يوم بما قدر له من رزق قال جابر فقلت يا رسول الله هذه حالنا فكيف حالك وحال الأوصياء بعدك في الولادة؟ فسكت رسول الله (ص) ملياً ثم قال يا جابر لقد سألت عن أمر جسيم لا يحتمله الا ذو حظ عظيم إن الانبياء والأوصياء مخلوقون من نور عظمة الله جل شأنه يودع الله انوارهم اصلاباً طاهرة وارحاماً طاهرة يحفظها بملائكته ويربيها بحكمته ويغزوها بعلمه فأمرهم يجل إن عز إن يوصف وأحوالهم تدق عن ان تعلم وانهم نجوم الله في أرضه واعلامه في بريته وخلفاؤه على عباده وانواره في بلاده وحججه على خلقه يا جابر هذا من مكنون العلم ومكتومه فأكتمه الا من اهله.