فساد وصلاح الذرية

حكم: الذي يصلح الأولاد أو يفسدهم ثلاث أشياء النطفة واللقمة والصحبة أما النطفة فإن ابن الحلال الذي تعلق أبوه بأمه بواسطة العقد الشرعي يميل نطفته ولكن صالحاً مؤمناً مستقيم السيرة حسن الأخلاق وأما إن كان ابن زنا نعوذ بالله أو شبهه وابن حيض فإنه يميل إلى خلقته الخسيسة الساقطة فيكون لعيناً شريراً فاسقاً قذراً غالباً وأما اللقمة فإذا كانت رضاعته حلال وأبوه أطعمه من المال الحلال حتى نشأ وكبر فإن لطعامه ويكون صالحاً طيباً طاهراً ويسير بسيرة الصالحين وأما إذا كان طعامه من الحرام والشبهات فيكون كقتلة الإمام الحسين (ع) (حيث خاطبهم بعد ما وعظهم بمواعظ كثيرة فلم ينفع بهم ولم ينصتوا اله فقال ويلكم ما عليكم إن لا تنصتوا فتسمعوا قولي وأنا أدعوكم إلى سبيل الرشاد إلا أنكم قد ملئت بطونكم من الحرام وطبع الله على قلوبكم فقست قلوبكم ونسيتم ذكر الله العظيم )(1) وأما ألصحبه: فنعرفها ويثمن دين الإنسان وخلقه وصحة عقيدته من دورين:
الأول: عند الأبوين حيث ينشأ بمثل دين وأخلاق وسيرة أبويه ولذا ورد عن النبي (ص)(كل مولود يولد على الفطرة إلا إن أبويه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه) ومن الأحاديث العظيمة التي تتصدى لتعليم الأبوين كيف يربيان هذا الولد أو البنت ومنها قد نذكر لك إنه حين يولد يلقن العقيدة والعمل ألعبادي والصلاح وولاية أهل البيت ]bP بالأذان بأذنه والإقامة باليسرى وتحنيكه بالماء وبتربة الحسين (ع)ثم روي التعليم من صغره إلى إن يكبر وعن عبد الله بن فضالة عن أحدهما (ع) قال (إذا بلغ الغلام ولداً أو بنتاً ثلاث سنين يقال له سبع مرات قل لا اله إلا الله ثم يترك حتى يتم له ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرون يوماً فيقال له قل محمد رسول الله (ص) سبع مرات ويترك حتى يتم له خمس سنين ثم يقال له أيهما يمينك وأيهما شمالك فإذا عرف ذلك حول وجهه إلى القبله ويقال له أسجد ثم يترك حتى يتم له ست سنين فإذا تم له ست سنين صلى وعلم الركوع والسجود حتى يتم له سبع سنين فإذا تم له سبع سنين قيل له أغسل وجهك وكفيك فإذا غسلهما قيل له صل ثم يترك حتى يتم له تسع فإذا تمت له علم الوضوء وضرب عليه وعلم الصلاة وضرب عليها فإذا تعلم الوضوء والصلاة غفر الله لوالديه)(2).
حكم: وهكذا يعلمنا الإسلام كيف نربي أولادنا فعن أبي الحسن موسى (ع)قال (جاء رجل إلى النبي (ص)فقال يا رسول الله ما حق ابني هذا؟ قال تحسن أسمه وأدبه وضعه موضعاً حسناً )(3) وعن أبي عبد الله (ع)قال قال رسول الله (ص)رحم الله من أعان ولده على بره قلت كيف يعينه على بره؟ قال يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ولا يرهقه برهقه ولا يحزق به وليس بينه وبين إن يدخل في حد من حدود الكفر إلا إن يدخل عقوق أو قطيعة رحم ثم قال (ص) الجنة طيبة طيبها الله وطيب ريحها يوجد ريحها من مسيرة إلفي عام ولا يجد ريح الجنة عاق ولا قاطع رحم ولا مر في الإزار خيلاء (4) وعن علي (ع) قال (علموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به لا تغلب عليهم المرجئة برأيها )(5) وعن أبي جعفر (ع) في وصية أمير المؤمنين لولده الحسن (ع) وهي طويلة منها إنه قال (فبادرتك بوصيتي لخصال منها إن تجعل بي أجلي.. وإن يسبقني إليك بعض غلبة الهوى وفتن الدنيا وتكون كالصعب النفور وإنما قلب الحديث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته فبادرتك بالأدب قبل إن يقسو قلبك ويشتغل لبك )(6) والدور الثاني من صحة ألصحبه: المجتمع خارج العائلة من أصدقاء الأولاد وكلما يكبر الولد نراقب رفقاءه من دينهم وخلقهم وعوائلهم قال رسول الله (ص)(إن مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير) الكور( فحامل المسك أما إن يحذيك أو تبتاع منه ونافخ الكير أما إن يحرق ثيابك) يعني يفسدك (أو يأتيك منه ريح خبيثة ) يعني يشوه سمعتك وعير شرفك ويقول الشاعر:


لا تربط الجرباء حول صحيحة

 

 

خوفي على تلك الصحيحة تجرب

ويقول:

لا تصحب الفض بالشرير وتهنا

 

 

فالطبع مكتسب من كل مصحوب


(1) مقتل الامام الحسين (ع).

(2)الوسائل ب82 إحكام الأولاد.

(3)الوسائل ب86 ح1 و8 إحكام الأولاد.

(4)الوسائل ب86 ح1 و8 إحكام الأولاد.

(5)الوسائل ب84 ح5 و6 الأولاد.

(6)الوسائل ب84 ح5 و6 الأولاد.