خاتمة في بعض آيات الرضاع

حكم: في آيات الرضاع علم زائد وثقافة أسلامية مهمة للطلاب والمدرسين هنا أجمال بحثها ومن أراد التفصيل فعليه بكتابنا دروس رائعة في آيات الأحكام.
الآية الأولى: [ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ] (1).
قد فصلنا في كتابنا أربعة الآف علامة من تاريخ البشرية قبل ظهور المهدي(عجل الله فرجه) بأن كل آيات الساعة تقصر رد ظهور الإمام (ع) ولم تقصد يوم القيامة بقرائن كثيرة ومن القرائن هنا يقول [تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا] ومعلوم أن يوم القيامة لا حامل ولا محمول ولا مرتضع ولا مرضعة لأن كل البشر بالغون عاقلون يحاسبون على السيئات ويثابون على الحسنات بل حتى المجانين والمعتوهين يكونون عقلاء ليحاسبوا بل حتى البهائم تعقل وتقتص لها ويقتص منها.
الثانية: الكلام في المطلقة الرجعية، [أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى](2).
أن المطلقة إذا كانت رجعية حرم أخراجها من الدار وأنما تسكن في دار زوجها إلى آخر عدتها ثم ترجع لبيت أهلها وأن كانت حاملاً وجب الإنفاق عليها لأن الحمل إبنه فوجب عليه الإنفاق عليه وعلى أمه المشغولة به.
أن ولدت والتزمت برضاعة الولد فلها أجرة الرضاعة بالمعاملة بينها وبين أبي الولد عن مقدار أجرة الرضاعة وأن طلبت كثيراً ولم تقنع بالأقل فله أن يختار مرضعة غيرها.
الثالثة: [وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ] (3). قد مر بحث مضمون هذه الآية وأن الله قد أجمل كل محرمات الرضاع بالمرضعة والمرتضعة معك وقد قلنا بأنها تمثل كل محرمات الرضاع تبعاً لمحرمات النسب.
الرابعة في قصة موسى (ع): [ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ] (4). حين كان فرعون لم يقتل المواليد في عام ويتركهم في عام خوفاً من مولود يهلك سلطانه كما أخبره العرافون ولد هارون (ع) في العام الذي يترك فيه المواليد فعاش بسلام وبعده موسى (ع) ولد في عام القتل وقد أحست الجاسوسة بالميلاد ولكنه أحبته فكتمت خبره عن الجلاوزة وأمر الله أمه أن تعمل صندوقاً خشبياً محكماً كالزورق وتضعه بنهر النيل حيث سماه الله اليم فأخذته الأمواج إلى ساقية قصر فرعون فأرسلت أمه أخته كلثم أن تبصره وتتبعه [وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ]. إذ كان الطفل لا يقبل أن يرتضع كل مرضعة فجاءت أخته إليهم [فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ] فقبلوا [فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ](5). وهم أولاً أرادوا قتله ولكن فرعون كان لا يولد له فتوسلت زوجته أن يتخذوه ولداً لهم.

الخامسة: [ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ] وهو أبو المولود عليه النفقة [ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ] ما دامت مرضعات ولا يكلف بثمان باهضة [ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا] . بأن يقصر من مقدار نفقتها [وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ] بأن يطلب منه أكثر من الحق [وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ] (6) وإن كان الرضيع يتيماً وأكد هذا التفصيل بقوله [وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ](7).


(1) الحح: 1-2.

(2) الطلاق: 6.

(3) النساء: 23.

(4) القصص: 7.

(5) القصص: 13.

(6) البقرة: 233.

(7) البقرة: 233.