فصل المهور - مقدمة مهمة :

حكم : غلاء المهور وفساد المجتمع - بالأضافة إلى ما سيأتي آنفاً من الكلام على بركة المرأة قليلة المهر وشؤمها في غلاء مهرها - أقول : أن غلاء المهر يسبب كراهة الزوج لها وبذلك تتعسر وتتعثر السعادة بينهما وغالباً ما يفشل هذا الزواج لأنه كلما يراها يرى العدو الذي أضطهده وكلفه أموالاً طائلة حتى صار من نصيبه والشيطان لا يدعه ينظر المحاسن منها فتصير قطعة مساوئ ولا محاسن لها ولذا سمت الأحاديث هذه الحالة بالشؤم وبالأضافة إلى هذا يكثر بهذا السبب العنوسة بالبنات والعزوبة بالشباب فترى البنات تبلغ الثلاثين أو الأربعين ولا يجرأ أحد لخطبتها خوفاً من التكاليف الباهظة وكثرة المطاليب لأهلها بل قد يعجز عن تلبية شروطهم وعلواء نفوسهم وسوء تصرفاتهم وكذلك يكبر الرجال ويشيبون ولم يتزوجوا خوفاً من الورطة وعجزاً عن الشروط وهذا كله بسبب بعد الناس عن الإسلام وسماحة الشريعة وارتباطهم بالمادة والطمع وحب الدنيا ونسيان الآخرة والنتائج كثرة الزنا وإشاعة الفحشاء من العشق واللقاءات الفاجرة بين الجنسين وصلافة عيون الفتيات كما في الحديث (أن في آخر الزمان انتزاع الحياء عن عيون النساء ).
وكل نظرة بزنية (وإذا شاع الزنا كثر موت الفجأة) (إن الزنا يدع البيوت بلاقع) إي خرائب وحرائق وإلا فما يفعل الشاب إذا أشتدت به الشهوة وهو محروم عن التخلص منها بالطريق الشرعي وكذلك الفتاة المتحيرة وقد علت نهودها وملكت الجمال واللطافة وترى من يلزم أن يشتري أنه معرض وفائق .

والآباء والأمهات غالباً يغضون عن الفتاة والفتى الملتقيان بالعشق والاختلاء بالاثم لعدم الغيرة وعدم التدين وعدم الخوف من الله تعالى وسوء العاقبة لهما ولذريتهما نعم إذا أراد العقد والزواج فتحا عيناهما وألسنتهما بالشروط والتعسير وودوا لو تكفرون .