حقوق الزوج على الزوجة وحقوقها عليه

حكم- ورد عن كتاب الجلودي حديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للحولاء وهو حديث طويل وجامع لمختلف تصرف المرأة مع زوجها ومع الآخرين من التصرفات الآثمة ومن الاعمال البارة ويختمها بحقوق المرأة على الرجل, ولاجل طول الحديث وتكرر بعض الجمل انا اترك بعض الجمل واذكر اكثرها السالم من الاشكال ولا احتاج للشرح, (ان الحولاء كانت عطارة) تبيع العطور فلما كانت يوماً من الايام امرها زوجها بمعروف فانتهزته فامسى وهو ساخط عليها..
فقال لها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): يا حولاء ما من امرأة ترفع عينها الى زوجها بالغضب الا كحلت برماد من نار جهنم, يا حواء والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً ما من امرأة ترد على زوجها الا وعلقت يوم القيامة بلسانها وسمرت بمسامير من نار, يا...ما من امرأة تمد يدها تريد اخذ شعرة من زوجها او شق ثوبه الا سمر الله كفيها بمسامير من نار, يا...تخرج من بيتها بغير اذن زوجها تحضر عرساً الا انزل الله عليها اربعين لعنة...حتى تغرق في لعنة الله من فوقها رأسها الى قدمها... وكان عليها بعدد من سمع صوتها وكلامها ثم لا يستجاب لها دعاء حتى يستغفر لها زوجها...ما من امرأة تثقل على زوجها المهر الا اثقل الله عليها سلاسل من نار جهنم...ان المرأة اذا غضب عليها زوجها فقد غضب عليها ربها وحشرت يوم القيامة منكوسة متعوسة في اصل جهنم...يا حولاء ما من امرأة صلت صلاتها ولزمت بيتها واطاعت زوجها الا غفر الله لها ذنوبها ما قدمت وما اخرت, يا حولاء لا يحل للمرأة ان تكلف زوجها فوق طاقته ولا تشكوه الى أحد من خلق الله عز وجل لا قريب ولا بعيد, يا حولاء يجب على المرأة ان تصبر على زوجها على الضر والنفع وتصبر على الشدة والرخاء كما صبرت زوجة ايوب المبتلى, وهي رحمة بنت افرام ابن يوسف النبي (ع) صبرت على خدمته ثمان عشر سنة تحملهُ على عاتقها مع الحاملين وتطحن مع الطاحنين وتغسل مع الغاسلين وتأتيه بكسره يأكلها ويحمد الله عز وجل وكانت تلقيه في الكساء وتحمله على عاتقها شفقة واحساناً الى الله وتقرباً اليه عز وجل...
كل امرأة صبرت على زوجها في الشدة والرخاء وكانت مطيعة له ولامره حشرها الله تعالى مع امرأة ايوب (ع) , يا حولاء لا تبدي زينتك لغير زوج, ياحولاء لا يحل لامرأة ان تظهر معصمها, آخر الذراع, وقدمها لرجل بعلها واذا فعلت ذلك لم تزل في لعنة الله وسخطه وغضب الله عليها ولعنتها ملائكة الله واعد لها عذاباً اليماً... ان للرجل حقاً على امرأة اذا دعاها ترضيه واذا امرها لا تعصيه ولا تجاوبه بالخلاف ولا تخالفه ولا تبيت وزوجها عليها ساخط ولو كان ظالماً ولا تمنعه نفسها اذا اراد ولو كان على ظهر قتب) جمل... يا حولاء للمرأة على زوجها ان يشبع بطنها ويكسو ظهرها ويعلمها الصلاة والصوم والزكاة ان كان في مالها حق ولا تخالفه في ذلك... يا حولاء للرجل على المرأة ان تلزم بيته وتودده وتحبه وتشفق عليه, وتجتنب سخطه وتتبع مرضاته وتوفي بعهده ووعده وتتقي صولاته ولا تشرك مع احداً في اولاده ولا تهينه ولا تشقيه ولا تخونه في مشهده ولا ماله واذا حفظت غيبته حفظت واستوت في بيتها وتزينت لزوجها واقامت صلاتها واغتسلت من جنابتها وحيضها واستحاضتها فاذا فعلت ذلك كانت يوم القيامة عذراء بوجه منير فاذا كان زوجها صالحاً فهي زوجته وان لم يكن مؤمناً تزوجها رجل من الشهداء, ولا تطيبي وزوجك غائب...يا حولاء لا يحل لامرأة ان تدخل بيتها من قد بلغ الحلم ولا تملأ عينها منه ولا عينه منها ولا تأكل معه ولا تشرب الا ان يكون محرماً عليها وذلك بحضرة زوجها... فلا تفعل شيئاً من ذلك فان فعلت فقد سخط الله عليها ومقتها ولعنها ولعنتها الملائكة. يا حولاء ما من امرأة تستخرج ما طيبت لزوجها الا خلق الله في الجنة من كل لون فيقول لها كلي واشربي بما اسلفت في الايام الخالية يا حولاء ما من امرأة تحمل من زوجها كلمة,  تحتمل منه كلمة سيئة ولا تردها عليه, الا كتب الله لها بكل كلمة ما كتب من الاجر للصائم والمجاهد في سبيل الله عز وجل يا حولاء ما من امراة تشتكي زوجها الا غضب الله عليها وما من امراة تكسو زوجها الا كساها الله يوم القيامة سبعين خلعة من الجنة كل خلعة مثل شقايق النعمان والريان وتعطى يوم القيامة اربعين جارية تخدمها من الحور العين...

ما من امرأة تحمل من زوجها ولداً الا كانت في ظل الله عز جل حتى يصيبها طلق يكون لها بكل طلقة عتق رقبة مؤمنة فاذا رضعت حملها واخذت في رضاعته فما يمص الولد مصة من لبن امه الا كان بين يديها نوراً ساطعاً يوم القيامة يعجب من رآها من الاولين والآخرين وكتبت صائمة قائمة وان كانت مفطرة بسبب الرضاعة كتب لها صيام الدهر كله وقيامه فاذا فطمت ولدها قال الحق جل ذكره يا ايتها المرأة قد غفرت لك ما تقدم من الذنوب فاستأنفي العمل رحمك الله, وعن حقوق المرأة على الرجل قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : كفى بالمرأ هلاكاً (اثماً) ان يضيع من يعول (اثماً) والحولاء قالت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا كله للرجل؟ قال: نعم قالت فما للنساء على الرجال, قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : اخبرني اخي جبرئيل ولم يزل يوصيني بالنساء حتى ظننت ان لا يحل لزوجها ان يقول لها اف, يا محمد اتقوا الله عز وجل في النساء فانهن عوان بين ايديكم اخذتموهن على امانة الله (امانات الله) عز وجل لما استحللتم من فروجهن بكلمة الله وكتابه من فريضتي وسنتني وشريعة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم)   فان لهن عليكم حقاً واجباً لما استحللتم من اجسامهن وبما واصلتم من ابدانهن ويحملن اولادكم في احشائهن حتى اخذهن الطلق من ذلك فاشفقوا عليهن وطيبوا قلوبهن حتى تقفن معكم ولا تكرهوا النساء ولا تسخطوا بهن ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً الا برضاهن واذنهن)(1).


(1) مستدرك الوسائل ب60 وب67 مقدمات النكاح.