حكم- ورد عن محمد بن ابي نصر قال: قال ابو الحسن (ع) من علامات الفقه العلم والحلم والصمت ان الصمت باب من ابواب الحكمة ان الصمت يكسب المحبة انه دليل على كل خير)(1), وعن ابي عبد الله (ع) في وصيته لاصحابه قال: (اياكم ان تزلقوا السنتكم بقول الزور والبهتان والاثم والعدوان فانكم ان كففتم السنتكم عما يكرهه الله مما نهاكم عنه كان ذلك خيراً لكم من ان تزلقوا السنتكم به فان زلق اللسان فيما يكرهه الله وما نهى عنه رداءة (مرداة) العبد عند الله ومقت من الله وصمم وعمى يروثه الله اياكم يوم القيامة)(2), وعن امير المؤمنين (ع): (من كثر كلامه كثر خطأه ومن كثر خطأه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار)(3).
وعنه (ع): (الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به فاذا تكلت به صرت في وثاقه فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك ورقك فرب كلمة سلبت نعمة)(4), وفي الحديث: (اكتم ذهبك وذهابك ومذهبك), وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (رب كلمة تهوى بصاحبها سبعين خريفاً في جهنم), وقال الله تعالى: [مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ18](5), وعن امير المؤمنين (ع): (لسانك لا تذكر به عورة امرء فكلك عورات وللناس السن), وعنه (ع): (اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب), وعن كلام الاغبياء والمغروبين على عقولهم: (ان تكلم حمار وان سكت جدار).
حكم- في مورد الحق فلا بد للمؤمن من ان يظهر الحق ويفضح الباطل واهله (فالساكت عن الحق شيطان اخرس), وعن علي بن الحسين (ع) انه سئل عن الكلام والسكوت ايهما افضل فقال: لكل واحد منهما آفات فاذا سلما من الآفات فالكلام افضل من السكوت, قيل وكيف ذلك يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم), فقال: (لان الله عز وجل ما بعث الانبياء والاحياء بالسكوت انما بعثهم بالكلام ولا استحقت الجنة بالسكوت ولا استوجبت ولاية الله بالسكوت ولا وقيت النار بالسكوت ولا تجنب سخط الله بالسكوت انما ذلك كله بالكلام..).
وفي وصية امير المؤمنين (ع) لابنه محمد بن الحنفية: وما خلق الله عز وجل شيئاً احسن من الكلام ولا اقبح منه: بالكلام ابيضت الوجوه وبالكلام اسودت الوجوه واعلم ان الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به فاذا تكلمت به صرت في وثاقه فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك, اي فضتك, فان اللسان كلب عقور فان انت خليته عقر, ورب كلمة سلبت نعمة من سيب عذاره قاده الى كل كريهة وفضيحة ثم لم يخلص من دهره الا على مقت من الله وذم من الناس)(6).