الخاتمة

[خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ26](1)
حكم- ورد في وصف الشيعة, عن روضة الكافي عن ابي شبل قال: قال لي ابو عبد الله(ع) ابتداء منه: (أحببتمونا وابغضنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس ووصلتمونا وجفانا الناس فجعل الله محياكم محيانا ومماتكم مماتنا, اما والله ما بين الرجل وبين ان يقر الله عينه الا ان تبلغ هذا المكان واومأ بيده الى حلقه فمد الجلدة ثم اعاد ذلك فوالله ما رضي حتى حلف لي فقال والله الذي لا اله الا هو لحدثني ابي محمد بن علي(ع) بذلك يا ابا شبل اما ترضون ان تصلوا ويصلوا فيقبل منكم ولا يقبل منهم اما ترضون ان تزكوا ويزكوا فيقبل منكم ولا يقبل منهم اما ترضون ان تحجوا ويحجوا فيقبل الله جل ذكره منكم ولا يقبل منهم والله ما تقبل الصلاة الا منكم ولا الزكاة الا منكم ولا الحج الا منكم فاتقوا الله عز وجل فانكم في هدنة وادوا الامانة فاذا تميز الناس ذهب كل قوم بهواهم وذهبتم بالحق ما اطعمتونا أليس القضاة والامراء واصحاب المسائل منهم؟ قلت بلى, قال(ع) : فاتقوا الله عز وجل فانكم لا تطيقون الناس كلهم ان الناس اخذوا من هاهنا وهاهنا وانكم اخذتم حيث أخذ الله عز وجل ان الله اختار من عباده محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) فاخترتم خيرة الله فاتقوا الله وادوا الامانات الى الاسود والابيض وان كان ضرورياً وان كان شامياً)(2).

والحمد لله رب العالمين
انتهى كتاب التولي والتبري وانتهى به الفرع الاول من فروع الدين الفقهيه اذ قلنا انها اربعة (العبادات – والاقتصاد – والاجتماع - والسياسة).
انتهى كتاب التولي والتبري المقدسان في 8 شوال من سنة 1430هـ وهي مناسبة مؤلمة للمؤمنين ولأئمتهم عليهم السلام ولله تعالى ولرسوله الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي مناسبة تهديم قبور الائمة الطاهرين في بقيع الفرقد في الدينة المنورة على يد الوهابية اللعينة لعنهم الله ولعن اسلافهم, وقد حصل ذلك في سنة 8/شوال/ 1344 من هجرة الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) والحقوها بتهديم وتحريب كثيراً من آثار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واثار الانبياء والاولياء وطمس معاملهم حتى اني اذكر ان كنا نزور قبر عبد الله ابي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مقابل مسجده الكريم على يمين المصلي وكان بيتاً خربة فمحوا تلك الخربة وبنو مكانه بيوتاً للناس وكنا حين نتوجه للزيارة يسبونا ويوصو منا بالكفر والالحاد وكما ان الوهابيين لم يكتفوا بتهديم البقيع بل ارادوا هدم قبر الرسول وانما ارادوا تهديم قبر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لولا ان بعض البلاد الاسلامية هددتهم بالهجوم عليهم واسقاط حكومة حزبهم النجس مثل مصر وايران والعراق وتحرك الشيعة في كل مكان.
كما ان الوهابية هجموا على العراق وعلى كربلاء المقدسة مراراً وهدموا اثاراً وضرائح وقتلوا الاف الناس وسرقوا ما استطاعوا من مدخرات الحضرتين الشريفتين وبذلك تبعوا اسلافهم اللعناء واولهم هند ام الامويين اكلة اكباد الشهداء امرت بهدم قبر السيدة آمنة بنت وهب(عليها السلام) ام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعدها لبني أمية أعمال شائنة من هذا القبيل ولبني العباس ومنهم المتوكل لعنه الله انه هدم قبر الحسين(ع) مراراً وبعدهم الايوبيون والعثمانيون والجرامقة وآخرهم صدام لعنه الله هجم على كربلاء والنجف وهدم مئات الحسينيات والقبور والمعالم الاسلامية.


(1) سورة المطففين 83/26.

(2) الوسائل ب2 ح3 الوديعة.