حكم- ظهر ان سعيد بن زيد صهر عمر وقريب عثمان اراد ان ينسب لنفسه الجنة ومجموعة من بني امية والمتسلطين والطامعين فالف رواية ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد بشر عشرة منهم بالجنة, ومعلوم ليس فيهم عمار ولا ابو ذر ولا الحسن ولا الحسين ولا المقداد ولا امثالهم المستضعفين, هذا وقد كذب الذهبي هذا الراوي حينما ترجم حياة عبد الله بن ظالم, وكذب العقيلي احد رجال الحديث, وممن كذب الحديث فاطمة الزهراء(عليها السلام) فانها(عليها السلام) حيث غصبت ارضها (فدك) خطبت في المسجد خطبة طويلة نقلنا بعضها في عدة مواضع في الموسوعة وقد وصفتهم بالارتداد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) , بل كذب الخبر كل العامة في صحاحهم اذ يروون عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبته في عرفه عند الحج قائلاً: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض).
وكيف يكونون من اهل الجنة وهم قد قتل بعضهم بعضاً ومنها حرب البصرة وفيها من المبشرين طلحة والزبير وقد قتلوا الالاف من المؤمنين قبل وصول امير المؤمنين(ع) الى البصرة.
وممن كذب الحديث حذيفة اليماني الذي هو امين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) باعتراف عمر فانه يعرف المنافقين وكان عمر وغيره اذا مات ميت من الاصحاب رأى حذيفة فان صلى عليه عرفه بانه مؤمن وان لم يصل عليه عرف انه منافق ومعلوم ان حذيفة لم يصل على ثلاثتهم ابي بكر وعمر وعثمان, وممن كذب الحديث امير المؤمنين(ع) كما في كتاب سليم بن قيس الهلالي قال لما التقى امير المؤمنين(ع) اهل البصرة يوم الجمل نادى الزبير يا ابا عبد الله اخرج إليَّ فخرج الزبير ومعه طلحة فقال لهما: (والله انكما لتعلمان واولوا العلم من ال محمد وعائشة بنت ابي بكر ان كل اصحاب الجمل ملعونون على لسان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد خاب من افترى), قالا كيف نكون ملعونين ونحن اصحاب بدر واهل الجنة, قال(ع) : (لو علمت انكم من اهل الجنة لما استحللت قتالكم), قال الزبير: اما سمعت حديث سعيد بن عمر بن نفيل وهو يروي انه سمع من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول عشرة من قريش في الجنة؟ قال علي(ع) : (سمعته يحدث بذلك عثمان في خلافته), فقال الزبير افتراه كذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) , فقال له علي(ع) : (لست اخبرك بشيء حتى تسميهم؟), قال الزبير: ابو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمان بن عوف وسعد بن ابي وقاص وابو عبيدة بن الجراح وسعيد بن عمرو بن نفيل.
فقال علي(ع) : (عددت تسعة فمن العاشر), فقال له انت, قال علي(ع) : (قد اقررت اني من اهل الجنة واما ما ادعيت لنفسك واصحابك فانا من الجاحدين الكافرين), قال له افتراه كذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (ما اراه كذب ولكنه والله اليقين, وقال والله ان بعض من سميته لفي تابوت في شعب في جب في اسفل درك من جهنم على ذلك الجب صخرة اذا اراد الله ان يسعر جهنم رفع تلك الصخرة سمعت ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والا اظفرك الله بي وسفك دمي على يديك والا اظفرني الله عليك وعلى اصحابك وسفك دمائكم على يدي وعجل ارواحكم الى النار), فرجع الزبير الى اصحابه وهو يبكي(1).
حكم- ثبت ان سعد بن ابي وقاص لم يبايع عليه ومعلوم ان بيعته بيعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قال: (لا يبغضك الا منافق)(2), وقال: (حب علي ايمان وبغضه نفاق)(3), ويقول الله تعالى: [إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ...145](4), وكيف يكون هذا المجرم المنافق من المبشرين بالجنة.
ولم يذكر بالجنة سادة الصديقين كعمار وياسر والمقداد واليماني وسلمان وابي ذي ومن المبشرين الكذبة الذين جهد منهم في قتل عثمان حتى اذا قتل كذبوا على الناس وزعموا انهم يطالبون بدمه واشتهر فسقهم وخيانتهم ومنهم طلحة والزبير وابن عوف وسعد وغيرهم, فهذا الخبر سلطوي قرشي تخيلوا بتسلطهم في الدنيا ان يسلطهم الله على جنته ايضاً [أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ38](5), والاقرب انهم يعلمون بعدم استحقاقهم للجنة في مخالفتهم لامير المؤمنين(ع) مع معرفتهم بمقامه عند الله وعند رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) [وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ26](6).
وانت خبير بان كل الذين حاربوه وانكروا وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بل سبوه وشتموه كلهم خرجت منهم كلمات في الاقرار بالوصية له وانه مولى المؤمنين بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وانه احب الى الله والى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) , ومنهم عائشة وعمر وابو بكر وعثمان ومعاوية وعمرو بن العاص وقصيدة الجلجلية تشهد لابن العاص وهي 120 بيت [وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ30](7).
فهل تصدق ان هؤلاء الانتهازيين المتنافقين باقوالهم انهم من المبشرين بالجنة؟ ومثل الصديقين العظماء كابي ذر ومقداد وامثالهم لا ذكر لهم بالبشارات؟