أحكام التقية

حكم- لا يضر اهل الحق تعيير المخالفين لهم بانهم يعملون بالتقية فان التقية هي من الدين والعقل وقد ورد فيها الكتاب كما في قضية عمار بن ياسر من بعد ان قتل الكفار امه وأباه وارادوا قتله فاجابهم الى ما يريدون من الكلام في ذم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والتبرء من الاسلام ثم جاء الى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يبكي فنزل قوله تعالى: [لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ28](1), وعن الامام الصادق(ع) : (لا دين لمن لا تقية له)(2).
حكم- التقية هي اخفاء شيء من الحق لوجود من يخاف منه التعدي على دين المتقي او عرضه او ماله او سفك دمه او سجنه او جماعته من المؤمنين والمؤمنات او على الدين كاملاً, فبهذا الحال اقتضى الدين كما في النصوص الكثيرة واقتضى العقل ان يتكتم العاقل والمؤمن ولا يتهور امام الظالم فيبين كل شيء مما يسبب عيث الفساد, قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (ما نزل عليّ الوحي الا واوصاني بمداراة الرجال "الناس"), فالتقية هي اللطف والمداراة لمن لا يتحمل سماع غير اللطف والمداراة ويضر ويؤذي شديداً من يعرف عنه مخالفاً لرأيه او عقيدته الفاسدة والمخالفة للحق واهله.

حكم- اهل المذاهب المخالفة لاهل البيت(ع) يعيرون اهل البيت وشيعتهم باستعمال التقية, وهم اكثر تقية ومن ذلك ما تراهم يداهنون في دينهم ويتبعون السلاطين حتى لا تكاد تسمع عن رمز من رموز العامة على نجمه واشتهر وصار قاضياً او مفتياً الا بواسطة سلطان ظالم ومتسلط جائر وتملق للوالي الفاسق وهو يعلم انه فاسق وجائر ومجرم بحق الامة, فراجع احوال خلفاء بني امية الشجرة الملعونة وبني العباس القتلة وبني ايوب والسلاجقة والعثمانيين وكل خليفه ووالي منهم قد قتل الالاف من المؤمنين واحرق الكتب الاسلامية وفسق وفجر, وما المغنون والمغنيات والخمور والفجور والدعارة عرفت الا في رجال ونساء هؤلاء الخلفاء ومع ذلك ترى من يزعم انه من علماء الامة واتخذتهم الامة رمزاً للعالم الديني الا نمى وتربى في بيوت هؤلاء السلاطين, ومن مظاهر التقية في هؤلاء علماء الدين ان يوماً يسمون امثال مروان الحمار خليفة الله وظل الله في الارض وامير المؤمنين تزلفاً له ولسلطانه واليوم الثاني يسمونه مجرماً ويجب قتله ومطارته وقتل اهل بيته حتى النساء والاطفال تزلفاً لقتلته وقتلة غيره وهم بنو العباس السلطان الثاني ويتزلفون لهم ويسمونهم خلفاء الله وظل الله في الارض فهل تصدق ان ولي الله وظله وخليفته الحق يقتل ولي الله وظله وخليفته الحق ويفجر بنسائه ويقتل اطفاله ونساءه لولا التقية الاثمة ورعاية المصالح الشخصية من علماء الدين الطامعين لعن الله المداهن في الدين والمداهن له فمن يلزم ان يعبر وينتقد ويكون تقيته آثمة وملعونه هل الامام الصادق(ع) الذي اتقى من السلاطين وحفظ من شرهم دينه وشيعته المستضعفين حتى نشر العلم وقد تخرج على يديه حوالي عشرين الف عالم بمختلف العلوم هذا ينتقد ام الشيوخ الذين تملقوا للسلاطين فحصلوا على الوظائف وصاروا قضاة واجازوا مذاهبهم واشاعوا افكارهم واجبروا الامة على اتباعها من زمان بني العباس وحتى الآن [فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ81](3).


(1) سورة آل عمران 3/28.

(2) وسائل الشيعة ب24 – 36 من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

(3) سورة الانعام 6/81.