الشيخان اغرما بحب القصاصين من اليهود والنصارى واستبدلوهم بالرواة الصالحين

حكم- لو راجعت صحاح العامة قلما تجد فضائل ومناقب لآل محمد الا وهي مشوبة بالتضعيف وفضائل من حاربوا علياً وفجروا واظلموا وكانوا في خدمة الشيوخ المتسلطين واتباعهم ومن بعدهم من السفلة كحكام بني أمية وهكذا لم تجد مديحاً تاماً لعظماء المجاهدين كعمار وابي ذر وحذيفة وبني هاشم المخلصين واذا ذكروا فضائل فيذكرون معها رذائل اكثرها كاذبة كحمزة انه يشرب الخمر وابو طالب مات على الكفر وما شابه من الكفريات.
وممن قربهم عمر واطلق لهم العنان بالتحديث من اليهود لاشاعة الثقافة اليهودية كعب الاحبار وهو اقذر يهودي تمكن من الحديث الكيد بالاسلام وبالحديث عنه بامر عمر بعد حبس ومنع الصادقين والصالحين وهو من بيت المقدس مر على معاوية في الشام والظاهر انه كان يعرفه اذ كان معاوية قبل فتح مكة في اليمن وكان يسكن كعب فيها, فبعد لقاء معاوية بالشام رجع للمدينة فاعلن اسلامه ليشيع ثقافة اليهود ويكون لافكاره اليهودية شرعية اسلامية وقد حصل ذلك بدعم من عمر ثم عثمان ومعاوية واجتمع آخرون من اليهود مطلقوا العنان بامر عمر بالتحديث وهم قصاصون من اساطيرهم وخرافتهم وعمر ينصبهم ويعين لهم الرواتب العالية ويمدحهم وهم كعب وعبد الله بن سلام والوليد بن عقبة بن معيط وزيد بن ثابت وكلهم فثال لقوله تعالى: [يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ71](1), وعمر لم يسمع لقوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ51](2), فكانت لهؤلاء المتآمرين الفرصة الذهبية وقال الذهبي انه (كعب) قدم من اليمن في دولة امير المؤمنين عمر فاخذ عنه الصحابة وغيرهم وروى جماعة من التابعين عنه, ومات بحمص في سنة 38, اقول الظاهر ان هؤلاء التابعين تابعون له, وقد ملأ البلاد الاسلامية في الشام وغيرها من قصصه كما فعل تميم الدارمي في نشر النصرانية بتأييد عمر ايضاً مع اعترافه بانهما اعداء الاسلام وان المسلمين يكرهونهما وقد امر عمر تميماً ان يلقي قصصه واساطيره في المدينة المنور وغيرها.

ولقد قرأ عمر امام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من التوراة فغضب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يهتم عمر لغضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له ابو بكر: ثكلتك الثواكل اما ترى بوجه رسول الله, فقال عمر اعوذ بالله من غضب الله ورسوله, فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (لقد جئتكم بها "بنبوتي" بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فانهم لن يهدوكم وقد ضلوا فانه لو كان موسى حيا بين اظهركم ما حل له الا ان يتبعن)(3).


(1) سورة آل عمران 3/71.

(2) سورة المائدة 5/51.

(3) سسن الدارمي 1/115 وكنز العمال 2/353 والدرر المنثور 5/148 واسد الغابة 3/126 ونظريات الخليفتين 2/366.