منع الشيخين لحديث النبي(ص) وحبس الناس عليه

حكم- اولاً ليعرف الاغبياء والمعطلون للعقل والشرع وساقطوا الغيرة والضمير يجب ان نعرف اهمية الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثواب نشره واهميته لتربية الامة على الايمان والتقوى وخطر منعه في فساد المجتمع واشاعة الفتن بينهم وهو من مخططات اليهود والمنافقين في محاربة الاسلام وتجهيل الناس اياه, ففي الاسناد عن ابي بكر: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (من كتب عليّ علماً او حديثاً لم يزل يكتب له الاجر ما بقي ذلك العلم او الحديث)(1), قال لابي بكر: اذا عرفت هذا فلماذا احرقت الاحاديث ومنعت المحدثين؟! يا سواد الوجه.
وقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (من حفظ من امتي اربعين حديثاً بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً)(2), وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (من تعلم اربعين حديثاً ابتغاء رحمة الله تعالى ليعلم به امتي في حلالهم وحرامهم حشره الله يوم القيامة عالماً)(3), ولقد عميت قلوب واسودت وجوههم فاعر       ضوا عن هذا الثواب العظيم ومالوا مع عمر في تأييده بمنع الحديث وضرب الناس عليه بحجة تمسكه بالقرآن ولم يؤثر عنه انه يفهم ويفسر آية من القرآن او شرح حكماً من احكام القرآن!
وكذا فعل معلمه ابو بكر وهل الحديث الا هو مفسر وموضح للقرآن ومشجع على تعلمه والتمسك به؟ وكيف لا يفعلان في تحطيم حديث الرسول وهما اللذان تصديا لنفس الرسول بالتكذيب ومنع الكتابة لحديثه عندما اراد ان يكتب ما لم يضلوا به بعده ابداً؟
وكيف لا يمنعان من حديثه وهو فضيحة لهما بعدم حقهما في الخلافة وكثرة التوصية باهل بيته ولزوم التمسك بهم.
قالت عائشة: جمع ابي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانت خمسماءة حديث فبات ليلته يتقلب كثيراً, قالت فغمني كثيراً فقلت اتتقلب لشكوى او لشيء بلغك؟ فلما اصبح قال لي بنية هلمي الاحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنار فحرقها, فقلت لم حرقتها؟ قال خشيت ان اموت وهي عندي فيكون فيها احاديث عن رجل ائتمنته ووثقت به ولم يكن كما حدثني فاكون قد نقلت ذاك!(4).
اقول لماذا تنقل الاحاديث من فلان وفلان وأين كانت صحبتك المزعومة في خلال 23 سنة وما قبلها كما يزعمون الا ان يكون قد كذب على الناس فنقل لهم كذباً على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) , ولو صدق بخوفه من الكذب والغش فلماذا لم يعرضها على امير المؤمنين(ع) الذي هو نفس الرسول وباب علمه وحكمته واقضى الامة من بعده وهو مولاه كما امر مراراً, وابن كان شكه بنفسه في نقل الحديث امام فاطمة الزهراء(عليها السلام) حيث كذبها وردها والآيات والادلة التي تلتها بحديث جاء به ما انزل الله به من سلطان (ان الانبياء لا يورثون) وبهذه الخيانة ما ذكره الذهبي قال: ان الصديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال: انكم تتحدثون عن رسول الله احاديث تختلفون فيها والناس بعدكم اكثر اختلافاً فلا تحدثوا عن رسول الله شيئاً(5).
اذا جمعت بين هذا الكلام وبين تأكيدات الرسول بالتحديث تعرف مدى الخيانة من هؤلاء وهكذا فعل عمر فانه نهى عن كتابة الحديث وكتب الى الافاق: ان من كتب حديثاً فليحرقه(6).
وكذلك عن القاسم بن محمد بن ابي بكر: ان الاحاديث كثرة على عهد عمر بن الخطاب فانشد الناس ان يأتوه بها فلما اتوه بها امر بتحريقها ثم نهى عن الحديث فترك عدة من الحديث لنهيه(7).
واشتد المنع ومطاردة المحدثين في زمن عثمان وانت خبير بما وقع لابي ذر رحمه الله فانه طردوه من المدينة وقتلوه جوعاً وعطشاً في الصحراء اللاهبة, وهكذا سار بنو امية وخذ خبر حبس عمر الاصحاب عن عبد الرحمان بن عوف قال: والله ما مات عمر بن الخطاب حتى بعث اصحاب رسول الله فجمعهم من الافاق: عبد الله بن حذافة وابا الدرداء وابا ذر وعقبة بن عمر فقال ما هذه الاحاديث التي افشيتم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الافاق؟ قال اتنهانا؟ قال لا اقيموا عندي لا والله لا تفارقوني ما عشت فنحن اعلم نأخذ ونرد عليكم فما فارقوه حتى مات(8), وعن سعد... واحسبهُ حبسهم بالمدينة حتى اصيب(9).
وعن الشعبي: لم يمت عمر بن الخطاب حتى ملته قريش وقد كان حصرهم في المدينة وقال اخوف ما اخاف على هذه الامة انتشاركم في البلاد فان كان الرجل ليستأذنه في الغزو فيقول قد كان لك في غزوك مع رسول الله ما يبلغك وخير لك من غزوك اليوم ان لا ترى اليوم الدنيا ولا تراك وكان يفعل هذا بالمهاجرين من قريش ولم يكن يفعله بغيرهم من اهل مكة(10).
يعني ان الطلقاء واعداء الاسلام والكذبة على الله ورسوله هؤلاء لهم الحرية بالحديث لنشر ثقافة الكفر والنفاق وهل من يفعل هذا يمكن ان يكون مؤمناً مخلصاً؟!
فمن الكذبة الذين اطلق لهم العنان بالتحديث أنس بن مالك الذي اغرم بحب ابي بكر وكذب في مدحه في احاديث عديدة واغرم بنو أمية بحبه فقربوه لانه يؤلف احاديث بحسب ما يأمرونه ويهوون منه فهو الذي روى صلاة ابي بكر في مرض الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي كذبة فان عائشة هي التي ارسلت اباها ولما سمع الرسول توكأ على علي(ع) وقثم بن العباس واخر ابا بكر وصلى بالناس جالساً وروى هذا سيدا كهول الجنة من الاولين والآخرين الا النبيين والصديقين يا علي لا تخبرهما!(11) لو كان صدقاً فلماذا لا يخبرهما؟! ومعلوم ان ليس في الجنة كهول.
وفي المقابل تجاهل الاعتراف بعلي بولايته حتى طلب شهادته فادعى انه نسي فدعا عليه الامام واصابه البرص واعترف بعد ذلك بان البرص اصابه من دعوة علي(ع) عليه وانس هذا اطلقه عمر بالحديث وصار اغنى من زعيم الخزرج في الجاهلية من ولاية البحرين من قبل عمر ومات في قصره في الكوفة.
والخلاصة فمثل انس يعطى الحرية بالسفر والتحديث وقد اشترك مع ابي هريرة لاكثار الاحاديث الكاذبة لاحداث فضائل لابي بكر وعمر وعثمان والحاق بني امية بالله ورسوله واشاعة العداء لعلي ونكران فضائله واضطهاد اهل البيت(ع) وكنز الكنوز في امارة البحرين.
وهذا الذي جرأ من بعد عمر من عثمان ومعاوية وسارت الركبان بذلك الاثم, فقد كتب معاوية الى عماله: والذين يروون فضائل عثمان ومناقبه فادنوا مجالسهم وقربوهم واكرموهم...الى ان يقول ان الحديث في عثمان فشا في كل مصر وناحية فادعوا الناس الى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الاولين ولا تتركوا خبراً يرويه احد من المسلمين في ابي تراب الا واتوني بمناقض له في فضائل الصحابة فان هذا احب اليَّ واقر لعيني.
وكتب ايضاً (انظروا الى من اقيمت عليه البينة انه ممن يجب علياً واهل بيته فامحوه من الديوان واسقطوا عطاءه ورزقه وشفع ذلك بنسخة اخرى), من اتهمتوه بموالاة هؤلاء القوم, يعني علياً واهل بيته فنكلوا به واهدموا داره, فلم يكن البلاء اشد ولا اكثر منه بالعراق ولا سيما بالكوفة حتى ان الرجل من شيعة علي ليأتيه من يثق به فيلقي اليه سره ويخاف من خادمه ومملوكه ولا يحدثه حتى يأخذ عليه الايمان الغليظة فظهر حديث كثير موضوع وبهتان منتشر(12), سود الله وجوههم واتباعهم الى يوم القيامة.


(1) بن كثير في مسند الصديق وكنز العمال ح5 ح4845 ص237.

(2) كنز العمال 10/158 و 164 وتاريخ الخلفاء باب احاديث ابي بكر.

(3) كنز العمال 10/158 و 164 وتاريخ الخلفاء باب احاديث ابي بكر.

(4) تذكرة الحفاظ.

(5) تذكرة الحفاظ 1/2.

(6) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر وكنز العمال 5/239.

(7) طبقات ابن سعد 5/140 والمستدرك للحاكم 1/102 -110 وتاريخ ابي زرعة 270.

(8) الكامل لابن الاثير 3/180 – 181.

(9) الكامل لابن الاثير 3/180 – 181.

(10) الكامل لابن الاثير 3/180 – 181.

(11) سسن الترمذي 3/201.

(12) هذا الخبر انتشر كثيراً فراجع به الاستيعاب 1/65 والاصابة 1/154 والكامل 3/162 وتاريخ الطبري 6/77 وتاريخ ابن عساكر 3/222 ووفاء الوفاء 1/31 والنزاع والتخاصم 13 وتهذيب التهذيب 1/435 والاغاني 15/44 وشرح النهج 1/116.