أخذ الدية والغصب والاذى على من لم يفعل شيئاً

حكم- في الخبر ان ابا خراشة الصحابي الشاعر اتاه نفر من اهل اليمن قادمين حجاجاً فاخذ قربته وسعى نحو الماء في الظلام حتى استسقى لهم ورجع بالماء اليهم فنهشته حية قبل الوصول اليهم واقبل مسرعاً حتى سلمهم الماء وقال اطبخوا شاتكم وكلوا ولم يعلمهم بما اصابه وباتوا يأكلون ويشربون حتى اصبحوا فرأوه ميتاً وقد كتب: (لقد اهلكت حية بطن واد على الاخوان ياقا ذات فضل), فبلغ عمر الخبر فغضب غضباً شديداً, لماذا وعلى من؟؟!! وقال لولا ان تكون سنة لأمرت ان لا يضاف يماني ابداً ولكتبت ذلك الى الافاق ثم كتب الى عامله باليمن ان يأخذ النفر الذين نزلوا على ابي خراش الهزلي فيلزمهم ديته ويؤذيهم! بعد ذلك بعقوبة يمسهم جزاء لفعلتهم(1) ما ادري ماذا فعلهم؟ الجواب في قوله تعالى: [إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا17](2), وقال تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا57 وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا58](3).


(1) الاستيعاب لابن عبد البر في احوال ابي خراش, وحياة الحيوان للدميري في مادة حية والنص والاجتهاد 285.

(2) سورة النبأ 78/17.

(3) سورة الاحزاب 33/57 – 58.