بدعة العصبة في الميراث عن ابي بكر بن عياش

ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما قُتل حمزة بن عبد المطلب بعث علي بن ابي طالب(ع) فاتاه علي بابنة حمزة فسوغها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الميراث كله, وعن قاربة بن مضرب انه روى له عن طاووس مولى ابن عباس انه يروي عن مولاه ابن عباس ان ما ابقت الفريضة انه للعصبة, فقال قاربة (فلقيت طاووساً فقال لا والله ما رويت هذا عن ابن عباس قط وانما الشيطان القاه على السنتكم)(1).
حكم- نتمنى ان هذا الرجل الذي يتدخل في احكام الله ويغير ويطرح النظريات انه يفهم القرآن والاحكام ويفتي بعلم وسعة دراية, بينما تراه بكل هذه التدخلات هو لا يفهم معاني آية صغيرة ومعناها ظاهر مثل [وَفَاكِهَةً وَأَبًّا31](2), ولا يعرف ميراث الجدة ولا يفهم معنى الكلالة واجابه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عدة مرات عن الكلالة ولم يحفظ ولم يعرف ووصل جهله حتى افتى باخذ ما زاد عن مهر السنة فردته امرأة بالآية الكريمة [وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا...20](3), فنزل من المنبر وهو يقول: كل الناس افقه منك يا عمر حتى المخدرات في البيوت(4).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (من ام قوماً وفيهم اعلم منه او افقه منه لم يزل امرهم في سفال الى يوم القيامة)(5).
وفاطمة الزهراء(عليها السلام) احتجت على ابي بكر حين غصبها ارضها مشيرة الى جهله وصاحبه وضلالهما قالت: [أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ35](6).
ضرب الناس وتعدياتِ متكاثرة ومنع حديث الرسول من الانتشار وبكل وقاحة, قال عمر: جردوا القرآن ولا تفسروه واقلوا الرواية عن رسول الله وانا شريككم(7), يعني اجزؤا بالقرآن بدون فهم معناه وامتنعوا وامنعوا الناس من حفظ حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
جاء سائل وقال: يا امير المؤمنين ما [الْجَوَارِ الْكُنَّسِ16](8), فطعنه عمر بمخصرته في عمامة الرجل والقاها عن رأسه وقال احروري والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقاً لانحيت القمل عن رأسك(9), قلت انى لهذا ان يفهم مثل هذه الآيات.
فقد قال المفسرون ان الخنس هي جمع خانسه ان الكواكب تظهر ليلاً تخنس في النهار والجوار هي جمع جارية وهي النجوم السيارة التي تنتقل فتظهر اول الليل من المشرق وتسير كسير الشمس في النهار وتغيب في الصباح عند المغرب والكنس جمع كانسة هي التي تكنس أي تزيل معها الظلام.
واما قصة صبيغ فراجعها ولا تمت كمداً لحالة المسلمين تحت سلطان هؤلاء المتجاوزين لكل المبادئ والاعراف, فان صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن تفسير بعض الآيات ويمكن ان صادف حظه ان لم يتعرف على امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) والا لهداه واجابه عن كل ما كان جاهله, وانما سأل غيره فارسل اليه عمر واعد اليه العرجون وهي العمود المملوء بالسل النابت ويتشكل منه العثق الجامع للتمر او غيره وهو يمزق البدن, فقال من انت؟ قال انا عبد الله صبيغ, فاخذ عمر عرجوناً وضربه حتى ادمى بدنه وقال انا عبد الله عمر ثم حبسه حتى برئ, ثم دعا به وضربه حتى حطم بدنه ثم حبسه حتى برئ, ثم دعا به فقال صبيغ ان كنت تريد قتلي فاقتلني قتلاً جميلاً وان كنت تريد ان تدوايني فقد والله برئت, فارسله الى واليه في الكوفة موسى الاشعري وانت تعلم انه: كلا الاخوين صراف ولكن عبيد الله اصرف من اخيه وبالجملة كتب الى واليه بتحذير الناس منه وهجره, فخطب ابو موسى: برئت الذمة ممن رافق هذا او ساعده وعمل عليه اقامة جبرية في الكوفة حتى مات حزيناً كمداً ذليلاً مهاناً مغموماً مهموماً, وعليك ان تراجع قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما مضمونه (اخوف الناس يوم القيامة من خاف الناس منه), (اهون الناس يوم القيامة من اهان المسلمين), (اذل الناس يوم القيامة من اذل المؤمنين), ترى لو انصفنا هذا المسكين فما كان ذنبه غير انه سأل عن آيات القرآن؟ وهو مسلم يصلي ويصوم ويقرأ القرآن! الا لعن الله الظالمين فخذ ايضاً من علم عمر عن سعيد بن المسيب عن عمر قال سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف قسم الجد؟ قال: (ما سؤالك عن ذلك يا عمر؟ اني اظنك ان تموت قبل ان تعلم ذلك), قال المسيب فمات عمر قبل ان يعلم ذلك(10).
قال السيد حامد الموسوي في شوارق النصوص (قدس سره): (وهذا يدل على كمال غباوته وقلة فطنته وعدم ذكائه وسخف عقله وجمود ذهنه وضمور فكره واعوجاج طبعه وبعده عن الفهم والعلم وعجزه عن مسألة واحدة فضلاً عن غيرها من المسائل الغامضات والاحكام العويصات والمآخذ الدقيقة والحجج اللطيفة التي يحتاج فيها الى عقل صحيح ورأي رزين وفكرة نفاذة وطبيعة وقادة وذهن ثاقب وفكر صائب...)(11).
وقال(رح) ايضاً: (واذا لم يحصل له العلم بهذه المسألة على ما اخبر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اخباراً بالغيب وصدق اخبار سعيد بن المسيب دل ذلك على كمال غباوته وضمور فطنته وعجزه وبعده عن درجة العلماء بل المحصلين, وهل من شأن ادنى محصل فضلاً عن العلماء المجتهدين والفضلاء البارعين فضلاً عن ائمة الدين وهداة الخلق اجمعين ان يبالغ ويجتهد ويكدح ويدأب في تحصيل مسألة من المسائل العلمية وان كانت غامضة ويناظر فيها ويستفسر عنها العلماء على طول الزمان ومر الدهور ثم لا يحصل له العلم!!فيا لله وللمسلمين...
ثم من اطرف اطرف الطرائف الدالة على جسارة عمر وجهله وجرأته على الله ورسوله وعدم احتفاله وفقدان اكتراثه بالافتضاح والخزي بين يدي الله ورسوله وخلقه وامته مع ما قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في جواب سؤاله...
اخرج يزيد بن هارون في كتاب الفرائض عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين وعن عبيد بن عمرو قال اني حفظت عن عمر في الجد ماءة قضية كلها ينقض بعضها بعضاً(12), بسند صحيح الى ابن عون عن محمد بن سيرين: قال سألت عبيدة عن الجد في الجد, فقال قد حفظت عن عمر في الجد ماءة قضية مختلفة, وكذا عن عبيد السلماني(13).
وقال السيد شرف الدين ايضاً (وبالجملة: حكم عمر في هذه المسألة بماءة قضية عليه بنهاية الجهل والعدوان وقلة المبالاة والاحتفال باحكام الله ورسوله والاستخفاف والارزاء بشرعه ودينه حيث اتخذ مسألة الدين هزواً ولعباً كلعبة يلعب بها الاطفال, والا وهل سمع بعالم متدين يحكم في مسألة واحدة بثلاثين قولاً او اربعين مختلفاً ينقض بعضه بعضاً؟ فضلاً عن ان يحكم بماءة حكم في مسألة واحدة وهل ذلك الا قلة المبالاة بالدين وعدم المخافة والمهابة من عذاب الله تعالى والافتضاح بين يديه ورسوله.
ولا ريب في ان الحكم في الدين بالاسناد الى الكتاب والسنة بمحض الرأي السخيف والعقل الضعيف ولو كان ذلك الحكم واحد من عظائم الجرائم فضلاً عن ماءة حكم باطل(14).
عن يونس بن يعقوب عن ابي عبد الله(ع) قال: قال امير المؤمنين(ع) : (الحمد لله الذي لا مقدم لما اخر ولا مؤخر لما قدم) ثم ضرب باحدى يديه على الاخرى ثم قال: (يا ايها الامة المتحيرة بعد نبيها لو كنتم قدمتم من قدم الله واخرتم من اخر الله وجعلتم الولاية والوراثة لمن جعلها الله ما عال ولي الله ولا طاش سهم من فرائض الله ولا اختلف اثنان في حكم الله ولا تنازعت الامة في شيء من امر الله الا وعند علي علمه من كتاب الله فذوقوا وبال أمركم وما فرطتم فبما قدمت ايديكم وما الله بظلام للعبيد)(15).


(1) تفسير القرطبي 14/377 والكشاف 2/445 ونور الابصار 65 والدرر المنثور 2/123 والسقيفة انقلاب ابيض 398.

(2) سورة عبس 80/31.

(3) سورة النساء 4/20.

(4) تفسير القرطبي 14/377 والكشاف 2/445 ونور الابصار 65 والدرر المنثور 2/123 والسقيفة انقلاب ابيض 398.

(5) السقيفة انقلاب ابيض 398 عن محاسن البرقي 1/92.

(6) سورة يونس 10/35.

(7) عن رشح ابن ابي الحديد 3/120.

(8) سورة التكوير 81/16.

(9) كنز العمال 1/339 والدرر المنثور 6/321.

(10) كنز العمال 11/57 والسنن الكبرى للبيهقي 6/245.

(11) شوارق النصوص لتكذيب فضائل اللصوص 2/690 – 695.

(12) كنز العمال 11/58 والسنن الكبرى 6/245 وكتاب ابي شيبة 6/270 وعبد الرزاق الصنعاني 10/261.

(13) كنز العمال 11/58 والسنن الكبرى 6/245 وكتاب ابي شيبة 6/270 وعبد الرزاق الصنعاني 10/261.

(14) شوارق النصوص لتكذيب فضائل اللصوص 2/690 – 695.

(15) الوسائل ب7 ح5 موجبات الارث وهو اشارة لما في آية: 182 في سورة آل عمران.