المخالفة الثامنة: انفة عمر من فعل الرسول في صلح الحديبية

حكم- خرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من المدينة في مستهل ذي القعدة في سنة 6هـ يريد العمرة ومعه من المهاجرين والانصار الف واربعماءة رجل وفيهم مئتا فارس وساق سبعين بدنة, وفي ذي الحليفة قلد الهدي واحرم هو واصحابه وسار حتى علم بالغميم وهي قرب مكة ان خالد بن الوليد مرابط مع مأتي فارس وطليعتهم عكرمة ابن ابي جهل, فاخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات اليمين فاحس خالد فلاحقهم وامر النبي عباد بن بشر فتقدم بخيله لصد جيش خالد وصلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) باصحابه صلاة الظهر, فتأسف خالد انه لم يهجم عليهم بالصلاة, قال خالد: (نعم قد كانوا في غرة لو حملنا عليهم اصبنا منهم وستأتي الساعة صلاة اخرى هي احب اليهم من انفسهم وابنائهم فاوحى الله عز وجل الى نبيه صلاة الخوف وكيفيتها معلومة بان منهم من يصلي ومنهم يحرس ويدافع [وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا25](1).


(1) سورة الاحزاب 33/25.