حكم- من اخطر المواقف التي حرفت المسلمين عن الصراط المستقيم والدين الاسلامي القويم عدة مواقف وهذا من مهماتها وهو يعادل ارادة قتل الرسول كما سيأتي ذكروا في الصحاح وغيرها مصيبة يوم الخميس, ففي البخاري بسنده عن ابن عباس قال لما حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (هلم اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده), قال عمر: ان النبي قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف اهل البيت (من في البيت) فاختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي كتاباً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما اكثروا اللغو والاختلاف عند النبي قال لهم (صلى الله عليه وآله وسلم) : (قوموا عني لا ينبغي عند نبي نزاع), قال عبد الله بن مسعود فكان ابن عباس يقول ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين ان يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم(1).
ونقلوه اصحاب السنن ولكنهم تصرفوا فيه اما بتغيير (ان الرجل ليهجر) الى (ان النبي غلبه الوجع), واما نسبة الهجر لشخص مسمى غير عمر لان الكلمة فضيعة وتمس اسلام الرجل فنسبوها لواحد غيره مسمى كما هي عادة محدثي المخالفين.
واخرج مسلم ايضاً بسنده عن ابن عباس قال: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جعل تسيل دموعه...قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (إئتوني بالكتف والدواة او اللوح والدواة اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده ابداً), فقالوا ان رسول الله يجهر(2).
وفي البخاري ايضاً عن ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء فقال: اشتد برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعه يوم الخميس فقال: (أئتوني بكتاب اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده ابداً), فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا هجر رسول الله, دعوني في الذي فيه خير مما تدعوني اليه واوصى عند موته بثلاث: (اخرجوا المشركين من جزيرة العرب واجيزوا الوفد بنحو ما كنت اجيزهم قال ونسيت الثالثة)(3).
قال الشيخ داود ابو سليمان مفتي الحنفية في صور: ليست الثالثة الا الامر الذي اراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان يكتبه حفظاً لهم من الضلال لكن السياسة اضطرت المحدثين الى ادعاء نسيانه(4).
وعن الطبراني بسنده عن عمر قال لما مرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (ائتوني بصحيفة ودواة اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده ابداً), فقال النسوة من وراء الستر الا تسمعون ما يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) , قال عمر فقلت انكن صواحبات يوسف اذا مرض عصرتن اعينكن واذا صح ركبتن عنقه, قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (دعوهن فانهن خير منكم)(5).
ان كلمة الهجر هي شتيمة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فان معناها: هجران العقل والهذيان وهجران النظام العقلاني يعني شخص غير طبيعي في تصرفه كالمخبول وفي المنجد: خلط وهذي في مرضه تكلم بالهذيان, والهجر هو القبيح من الكلام والفحش في النطق(6).
وعلى هذا فلو كانوا مؤمنين حقاً لما اطلقوا هذه الشتيمة العظيمة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بل هو العار والشنار وموجب السخط من الله وعذاب النار عليهم وعلى من يتولاهم ويدافع عنهم [وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ15](7), الم تقرأوا قوله تعالى [وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ7](8), [إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ19 ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ20 مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ21 وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ22](9), [إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ40 وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ41](10), [مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى2 وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى3 إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى4 عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى5](11), [قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا103...ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا106](12), [قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ65 لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ66 الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ67 وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ68](13).