المخالفة الرابعة: غصب حق الزهراء(عليها السلام) خاصة

حكم- ان الله انزل على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ73](1), ان هذه الآية كان العمل بها محجوب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يحارب المنافقين ولا اغلظ المعاملة معهم والا لأنفض الناس ومن حوله كما في الآية, وانما ترك من بعده امير المؤمنين يجاهد المنافقين وقد قتلهم شر قتله وفاطمة الزهراء اعظم جندي لامير المؤمنين لفضيحة المنافقين من يومها الى يوم القيامة, ومن المناسب ان يكتب كتاب باسم (فاطمة الزهراء(عليها السلام) فاضحة المنافقين), فانها فضحت الشيخين بالهجوم عليها وقتل جنينها واخراج علي يقودونه مربوطاً بعمامته.
وفضحتهما ثانياً بغصب ارضها فدكاً حيث ظلت الارض حديث الاجيال ولعنة الاعصار على غاصبيها.
وفضحتهما ثالثاً: بطردهما من بيتها واعلان الدعاء عليهما في كل صلاة ثم الوصية بعدم اعلامهما بموتها ودفنها سراً, وكذلك فضحت اتباعهم بمعاداتها والميل مع ظالمها كابن تيمية حيث يقول في منهاجه ما مضمونه (ان فاطمة اشبهت المنافقين, كما في الآية [وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ58](2), وفاطمة ماتت ساخطة لان ابا بكر لم يعطها من الصدقة)(3), قلت وي وي ان الله ورسوله يسخطان لسخطها ويرضيان لرضاها وهذا الملعون يجعل سخطها كسخط المنافقين وانما منع ابو بكر حقها من نحلتها ومن ارثها من ابيها وقد احتجت عليه بالآيات الواضحة فكذب برواية رواها وصدقة بقية السفلة.
دخلت عائشة على فاطمة(عليها السلام) وهي تعمل للحسن والحسين (ع) حريرة بدقيق ولبن وشحم في قدر والقدر على النار يغلي وفاطمة(عليها السلام) تحرك ما في القدر باصبعها والقدر على النار يبقبق فخرجت عائشة مذعورة حتى دخلت على ابيها فقالت: يا ابة اني رأيت من فاطمة الزهراء امراً عجيباً رأيتها وهي تعمل في القدر والقدر على النار يغلي وهي تحرك ما في القدر بيدها؟ فقال لها يا بنية اكتمي فان هذا امر عظيم, قلت: لماذا تكتم مناقب آل محمد؟ [وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ140](4), فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شهادة عائشة وابيها وامره لها بالكتمان فصعد المنبر وحمد الله واثنى عليه ثم قال: (ان الناس يستعظمون ويستكبرون ما رأوا من القدر والنار والذي بعثني بالرسالة واصطفاني بالنبوة لقد حرم الله تعالى النار على لحم فاطمة ودمها وشعرها وعصبها وعظمها وفطم من النار ذريتها وشيعتها, ان من نسل فاطمة من تطيعهُ النار والشمس والقمر والنجوم والجبال وتضرب الجن بين يديه بالسيف وتوافي إليه الانبياء بعهودها وتسلم إليه الارض كنوزها وتنزل عليه من السماء بركات ما فيها, الويل لمن شك في فضل فاطمة لعن الله من يبغضها لعن الله من يبغض بعلها ولم يرض بامامة ولدها, ان لفاطمة يوم القيامة موقفاً ولشيعتها موقفاً, وان فاطمة تشفع على رغم كل راغم).
وملاءة فاطمة(عليها السلام) التي سلمها علي(ع) لليهودي رهينة عن دين الشعيرقد اضاءت ليلاً في بيت اليهودي فاسلم عليها ثمانون منها.
وقال الامام الصادق(ع) : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (خلق نور فاطمة قبل ان تخلق الارض والسماء...خلقها الله عز وجل من نوره قبل ان يخلق آدم...).
فهذه العظيمة انظر كيف استخفوا بمقامها وغصبوها حقها وقبل ذلك هجموا بيتها واسقطوا جنينها واحرقوا باب بيتها, واصل ملكيتها لفدك ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما انصرف من خيبر ارسل الى اهل فدك يدعوهم الى الاسلام فلم يسلموا وصالحوه على نصف ارضهم فقبل وكان حكمها انها له لانها لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وفي ذلك يقول في سورة الحشر: [مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ...7](5), وايضاً كان مخير يق احد بين النضير ومن احبارهم فاسلم وجعل ما له وهو سبع حوائط (بساتين) للرسول هدية وهي: الدلال وبرقة والصافية والمثيب ومشربة ام ابراهيم والاعواف وحسني واوقفها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الى فاطمة وكان يأخذ لبعض حاجته واضيافه, فلما استولى ابو بكر غصب الحوائط السبعة وفدك ومنع اهل البيت(ع) وبني هاشم الخمس.
ترى لو تسلط اشد المشركين يفعل اكثر من تلك الجرائم وقد اقرت عائشة: ان فاطمة(عليها السلام) بنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ارسلت الى ابي بكر تسأله ميراثها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ...فابى ابو بكر ان يدفع الى فاطمة منها شيئاً حتى ماتت فلما توفت دفنها زوجها علي(ع) ليلاً ولم يؤذن بها ابا بكر(6) وجماعته.
وطلب منها البينة على ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اهدى (نحل) الارض اليها وليس عليها البينة لانها ذات يد ولكنه هو جاهل, فجاءت بعلي والحسن والحسين وام أيمن فكذبهم جميعاً فاقرأ عليه قوله تعالى: [وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ44], [وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ45], [وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ47](7).


(1) سورة التوبة 9/73.

(2) سورة التوبة 9/58.

(3) منقولة بالمضمون في منهاج السنة 4/244 – 246.

(4) سورة البقرة140.

(5) سورة الحشر 59/7.

(6) البخاري وتاريخ الطبري ج2 وشرح النهج ج6.

(7) سورة المائدة 5/44 – 45, 47.