الكذبة الثالثة: من قبيل سابقتها

حكم- عن عائشة قالت كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالساً فسمعنا لغطاً وصوت صبيان, فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاذا حبشية تزفن ترقص والصبيان حولها فقال: (يا عائشة تعالي فانظري) فجئت فوضعت كيتي على منكب رسول الله فجعلت انظر اليها ما بين المنكب الى رأسه فقال لي (اما شبعت اما شبعت؟), قالت: فجعلت اقول لا لانظر منزلتي عنده اذ طلع عمر قالت فانفض الناس عنها, قالت: فقال رسول الله: (اني لأنظر الى شياطين الانس والجن قد فروا من عمر), قالت فرجعت(1), بهذا سود الله وجه وحقائق هؤلاء الرواة والنقلة, وكيف اجاز رسول الله رقص النساء في طرقات المؤمنين؟ وكيف دعى لهذه الحفلة الآثمة زوجته؟ فلو كان الرقص حلالاً فبأي وجه شرعي يخيفهم عمر ويهربوا من خوفه, وبأي وجه يسميه الرسول مجلس شياطين ويؤيد تطريدهم, وان كان حراماً فكيف يحضر الرسول زوجته ويستأنس عليه معها ويشاركها الفرح؟! قال تعالى: [وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ112 وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ113](2).


(1) الجامع الكبير للترمذي 6/63.

(2) سورة الانعام 6/112 – 113.