الكذبة الثانية: الرسول في حفلة غناء حتى ينهاه عمر

حكم- روى بريد قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (في بعض مفازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اني كنت نذرت ان ردك الله صالحاً), يعني سالماً, (ان اضرب بين يديك بالدف وأتغنى فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان كنت نذرت فاضربي والا فلا فجعلت تضرب فدخل ابو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب ثم دخل عمر فالقت الدف تحت استها ثم قعدت عليها فقال رسول الله ان الشيطان ليخاف منك يا عمر اني كنت جالساً وهي تضرب فدخل ابو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب فلما دخلت انت يا عمر القت الدف ثم قعدت عليه).
قال الترمذي: هذا الحديث حسن صحيح غريب(1), اقول: ان الغناء خصوصاً من المرأة بين يدي الرجال ان كان حراماً فالمانع والمخيف للناس العاملين بها يحل لهم انه ظالم وفاسق وقد ورد في الحديث (أخوف الناس يوم القيامة من خاف الناس منه).
وثانياً: الذي يحرم ويمنع ما اجاز رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومارسه ان هذا منافق وهو من حاد الله ورسوله ويشمله قوله تعالى [إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ5](2), [إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ20 كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ21](3).
وان كان رقص النساء بين يدي الرجال حرام من حيث الصوت لانها ترفق صوتها عند الغناء وقد حرم الله كما في الآيات [فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ...32](4), وفي البدن فان المرأة ترقص او تهز بدنها حرام بالاتفاق كما في الآية [وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا...31](5), ولا يفيد النذر في تحليل المحرم والا لحل بالنذر الكفر وقتل النفس والزنا واللواط وغيرها وغيرها.

ولعل هؤلاء السفلة الاغبياء بنو فضيلة هذا الفاسق واهانوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بحضور مجلس الفسق بحجة انها نذرت! وكيف يحضر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مجالس الفسق ويجيزه وقد ورد في الغناء عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (الغناء رقية الزنا), وقد فسرت الآية الكريمة بالغناء [وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ6](6), والآية [وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ3](7), فهذا الحديث افتراء صارخ على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى امير المؤمنين(ع) وتفضيل جهلة الناس وسقطة المجتمع عليهما ولعن الله الكاذبين.


(1) مشكاة المصابيح للتبريزي 3/443, والجامع الكبير للترمذي 6/63 وسنن البهقي 10/77 واحمد في فضائل الصحابة 1/233 وفي مسنده.

(2) سورة المجادلة 58/5.

(3) سورة المجادلة 58/20 - 21.

(4) سورة الاحزاب 33/32.

(5) سورة النور 24/31.

(6) سورة لقمان 31/6.

(7) سورة المؤمنون 23/3.