حكم- زعم جماعة من المسمين بعلماء الامة ان جبرئيل سأل النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : قل لابي بكر ان الله عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول لك, اراض انت عني في فقرك هذا ام ساخط؟ فقال ابو بكر اسخط عن ربي انا عن ربي راض..)(1), قال الخطيب بعد رواية الرواية: ما ابعد الاشناني في التوفيق, يعني انه كذاب, (تراه ما علم ان حنبلاً لم يرو عن وكيع ولا ادركه ايضاً ولست اشك ان هذا الرجل ما كان يعرف ان الصنعة شيئاً وقد سمعت بعض شيوخنا ذكره فقال كان يضع الحديث), وقال ابن كثير وهذا منكر جداً ولو لا ان هذا والذي قبله يتداوله كثير من الناس لكان الاعراض عنهما اولى(2).
اقول ان هذا الحديث بدل على ان ابا بكر اعلم من الله تعالى وهؤلاء قد رووها اما لغبائهم لانه يدل على التشكيك في اسلام أبي بكر وان الله قد سأل هذا السؤال للاشارة على ان ابا بكر ساخط على الله لاحتمال ان يكون الجواب انه لم يرض عن الله, واذا طبقنا على ابي بكر الاية [وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا10](3), ويقول [مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا12](4), فهنا له ولعاشقيه وهو رجل يمكن ان يكون ساخطاً على الله بحسب ما رووه فيه, واما ان بعض الرواة اراد ان ينبه على كفر الرجل فروى فيه ذلك.