القسم الثاني: التبري

حكم- مضى بحثنا في الاشارة الى احقية اهل البيت(ع) الاثنى عشر باهلية الامامة والخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى يوم القيامة, وقد مضى في الجزء الاول من الموسوعة وهو في اصول الدين تفصيل آخر حول اهل البيت(ع) وهو الاصل الرابع من اصول الدين, والآن سوف نشير الى عدم اهلية الخلفاء الذين حكموا المسلمين بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بلا سند لهم من القرآن والسنة ولا كمالات نفسية من علم وحلم وشجاعة ونسب وحسب, بالاضافة الى الجرائم والتهجم على دماء الناس واعراضهم والبدع التي احدثوها في احكام الاسلام.
ونبتدئ الكلام على نسبة المنافقين وضعاف الدين من اصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكم المجاهدون منهم من الذين لم يفروا وجاهدوا بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واكثر الاصحاب ترى لهم الهزيمة والخذلان والمواقف المخذلة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) , وكيف كان فالبشرية يغلبها الانحراف والعناد لله ولرسالاته ولأوليائه والصالحين والقرآن مشحون بالاشارة الى ذلك بآيات كثيرة.
ففي سورة الواقعة ان السابقين من الناس [ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ13 وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ14](1), واصحاب اليمين [ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ39 وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ40](2), [مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ...66](3), [وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ40](4).
وخذ العبرة من حياة كل الانبياء(ع) المذكورين في القرآن انهم كان المصدقون لهم والمطيعون من اصحابهم القليل جداً وكل الامم لكل نبي ترى الكثرة الكاثرة من اصحابهم كفره ومنافقين ومتآمرين وقد اهلكهم الله تعالى بدعاء انبيائهم, فهذا نوح(ع) كان قومه من خمسين مليون على ما اظن كلهم هلكوا بالغرق الا ثمانين نفر, ولوط(ع) كان قومه بالالاف قد اهلكهم الله وما نجى الا هو وبعض اهله, وموسى(ع) وكذلك اهلك بالالاف واصحابه الذين هم ستماءة الف هلك اكثرهم ايضاً بالعناد والنفاق والعصيان وهكذا فلا تتعجب اذا عرفت بان اصحاب النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عنهم انه (لا ينجو منهم من النار الا كهمل النعم).


(1) سورة الواقعة 56/13 -14.

(2) سورة الواقعة56/ 39 – 40.

(3) سورة النساء 4/66.

(5) سورة يوسف 12/40.