13- قالوا في الامام الحسن التقي العسكري(ع)

حكم- قال الطبيب بختيشوع: هو اعلم في في يومنا هذا من كل من هو تحت السماء, وقال احمد بن خاقان: ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى رجلاً من العلوية مثل الحسن بن علي في هديه وسكونه وحفاظه ونبله وكبرته عند اهل بيته وبني هاشم كافة وتقديمهم اياه على ذوي السن فيهم والحظر, وكذلك كانت حاله عند القواد والوزراء وعامة الناس(1).
وحصلت كرامة عظيمة للامام(ع) نقلها واعترف بها علماء العامة, انه قد حصل في زمان المعتمد قحط شديد بانقطاع المطر فخرج الناس يصلون ويستسقون فلم يسقوا, وخرج الجاثليق في اليوم الرابع الى الصحراء ومعه النصارى والرهبان وكان معهم راهب كلما مد يده الى السماء هطلت السماء بالمطر وخرجوا مرة اخرى فهطلت بفضل الراهب فعجب الناس وداخلهم الشك بدينهم وشق ذلك على المعتمد وصبا بعضهم الى النصرانية فانقدها صالح بن يوسف ان اخرج ابا محمد الحسن من الحبس وائتني به فلما حضر ابو محمد(ع) عند المعتمد قال له ادرك امة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما لحقهم من هذه المنازلة العظيمة, فقال ابو محمد (مرهم يخرجون غداً اليوم الثالث), فقال له قد استغنى الناس عن المطر واستكفوا فما فائدة خروجهم؟ قال: (لازيل الشك عن الناس وما وقعوا فيه), فأمر الخليفة الجاثليق والرهبان ان يخرجوا ايضاً في اليوم الثالث علي جاري عادتهم وان يخرج الناس فخرج النصارى وخرج معهم ابو محمد الحسن ومعه خلق من المسلمين فوقف النصارى على جاري عادتهم يستسقون وخرج الراهب معهم ومد يده الى السماء ورفعت النصارى والرهبان اياديها ايضاً كعادتهم فغميت السماء في الوقت (اي انتشر الغمام) ونزل المطر فامر ابو محمد الحسن بالقبض على يد الراهب واخذ ما فيها فاذا بين اصابعه عظم آدمي فأخذه ابو محمد الحسن ولفه في خرقه وقال لهم: (استسقوا) فانقشع الغيم وطلعت الشمس فتعجب الناس من ذلك, فقال الخليفة: ما هذا يا ابا محمد, فقال: (هذا عظم نبي من الانبياء ظفر به هؤلاء من قبور الانبياء(ع) ), وكلم ابو محمد الحسن الخليفة في اخراج اصحابه الذين كانوا معه في السجن فاخرجهم واطلقوا من اجله(2).
قال النبهاني: الحسن العسكري أحد أئمة ساداتنا آل البيت العظام وساداتهم الكرام رضي الله عنهم أجمعين(3).


(1) البحار 12/170 والارشاد 365.

(2) الفصول المهمة 286 و نور الابصار 339.

(3) جامع كرامات الاولياء 1/389.