12- قالوا في الامام علي الهادي العسكري التقي(ع)

حكم- قال ابو عبد الله الجنيدي والله تعالى لهو خير اهل الارض وافضل من براه الله تعالى, يعني عصره لانه عليه كان اباؤه خير منه وافضل وهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وامير المؤمنين والحسن والحسين(ع) .
وقال ابن كثير: اما ابو الحسن علي الهادي فهو ابن محمد الجواد احد الائمة الاثنى عشر وهو والد الحسن العسكري وقد كان زاهداً عابداً(1), وقال اليافعي: كان الامام علي الهادي متعبداً فقيهاً اماماً(2), قال في تذكرة الخواص وهو من الحنفية: قال علماء السير وانما اشخصه المتوكل من مدينة رسول الله الى بغداد لان المتوكل كان يبغض علياً وذريته فبلغه مقام علي في المدينة وميل الناس إليه فخاف منه فدعى يحيى بن هرثمة وقال اذهب الى المدينة وانظر في حاله واشخصه الينا, قال يحيى فذهبت الى المدينة فلما دخلتها ضج اهلها ضجيجاً عظيماً ما سمع الناس بمثله خوفاً على علي وقامت الدنيا على ساق لانه كان محسناً إليهم ملازماً للمسجد لم يكن عنده ميل الى الدنيا قال يحيى فجعلت اسكنهم واحلف لهم اني لم أؤمر فيه بمكروه وانه لا بأس عليه ثم فتشت منزله فلم اجد فيه الا مصاحف وأدعية وكتب العلم فعظم في عيني وتوليت خدمته بنفسي واحسنت عشرته فلما قدمت بغداد بدأت باسحاق بن ابراهيم الطاهري وكان والياً على بغداد فقال لي يا يحيى ان هذا الرجل قد ولده رسول الله والمتوكل من تعلم فان حرضته عليه قتله, وكان رسول الله خصمك يوم القيامة, فقلت له والله ما وقفت منه الا على كل امر جميل, ثم صرت به الى سر من رأى فبدأت بوصيف التركي فاخبرته بوصوله, فقال والله لئن سقط منه شعر لا يطالب بها سواك, فعجب كيف وافق قوله قول اسحاق فلما دخلت على المتوكل سألني عنه فاخبرته بحسن سيرته وسلامة طريقته وورعه وزهادته واني فتشت داره فلم اجد فيها غير المصاحف وكتب العلم وان اهل المدينة خافوا عليه فاكرمه المتوكل واحسن جائزته واجزل بره وانزله معه سر من رأى(3).

وقال الخطيب البغدادي: ...اعتل المتوكل في اول خلافته فقال لئن برئت لاتصدقن بدنانير كثيرة فلما برئ جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك فاختلفوا فبعث الى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر فسأله فقال: (يتصدق بثلاثة وثمانين ديناراً), فعجب قوم من ذلك وتعصب قوم عليه وقالوا تسأله يا امير المؤمنين من اين له هذا؟ فرد الرسول اليه, فقال له: قل لامير المؤمنين في هذا الوفاء بالنذر لان الله تعالى قال لقد نصركم الله في مواطن كثيرة[لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ...25](4), فروى اهلنا جميعاً ان المواطن في الوقائع والسرايا والغزوات كانت ثلاث وثمانين موطناً وان يوم حنين كان الرابع والثمانين وكلما زاد امير المؤمنين من فضل الخير كان انفع له واجر عليه في الدنيا والآخرة(5).


(1) مآثر الكبراء 3/96. والبداية والنهاية 11/15.

(2) مرآة الجنان 2/160.

(3) تذكرة الخواص 359 – 360.

(4) سورة البراءة 9/25.

(5) تاريخ بغداد.