10- قالوا في الامام الرضا (ع)

حكم- قال ابن حجر الهيثمي: علي الرضا هو أنبههم ذكراً واجلهم قدراً ومن ثم احله المأمون محل مهجته وانكحه ابنته واشركه في مملكته وفوض إليه امر خلافته.
اقول ومن دليل كذب المأمون بهذا التنصيب للامام ان قتله بعد ثلاث سنين وقال القرماني: كانت مناقبه عليه وصفاته سنية كان رضي الله عنه قليل النوم كثير الصوم(1).
قال الحافظ السمهوري: علي الرضا بن موسى الكاظم كان اوحد اهل زمانه جليل القدر اسلم على يده ابو محفوظ معروف الكرخي, وقال له المأمون باي وجه صار جدك علي بن ابي طالب قسيم الجنة والنار؟ فقال: (الم ترو عن ابيك عن ابائه عن عبد الله بن عباس قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول حب علي ايمان وبغضه كفر؟ قال بلى, قال الرضا (ع) : فقسيم الجنة والنار اذاً كان على حبه وبغضه), فقال المأمون: لا ابقاني الله بعدك يا ابا الحسن اشهد انك وارث علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .(2)
وقال ابن طلحة الشافعي: ابو الحسن علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق قد تقدم القول في امير المؤمنين علي وفي زين العابدين علي وجاء هذا علي الرضا ثالثهما, ومن امعن نظره وفكره وجده في الحقيقة وارثهما فيحكم بكونه ثالث العليَّين نمى ايمانه وعلا شأنه وارتفع مكانه واتسع امكانه وكثر اعوانه وظهر برهانه حتى احله الخليفة المأمون محل مهجته واشراكه في مملكته وفوض اليه امر خلافته وعقد له على رؤس الاشهاد عقد نكاح ابنته وكانت مناقبه عليه وصفاته الشريفة سنية ومكارمه حاتمية وشنشنته اخزمية واخلاقه عربية ونفسه الشريفة هاشمية وارومته, اصله واصلها الارض المشتملة على كل الطبيعة (الكريمة بنوية فمهما عد من مزاياه كان اعظم منه ومهما فصل من مناقبه كان اعلى مرتبة عنه)(3).
وقال الجويني(4), الامام الثامن مظهر خفيات الاسرار ومبرز خبيات الامور الكوامن منبع المكارم والميامن ومنبع الاعالي الحضارم والايامن منبع الجانب رفيع القباب وسيع الرحاب هموم السحاب عزيز الالطاف عزيز الاكناف امير الاشراف قرة عين ال ياسين وال عبد مناف السيد الظاهر المعصوم والعارف بحقائق العلوم والواقف على غوامض الامور السر المكتوم والمخبر بما هو آت وعما غير ومضى المرضي عند الله سبحانه برضاه عنه في جميع الاحوال ولذا لقب بالرضا علي بن موسى)(5).
وقال ابن حجر: وكان اولاد موسى بن جعفر حين وفاته سبعة وثلاثين ذكراً وانثى منهم علي الرضا وهو أنبههم ذكراً واجلهم قدراً ومن ثم احله المأمون محل مهجته وانكحه ابنته واشراكه في مملكته وفوض إليه امر خلافته)(6).
وابن تيمية قد كذب العلامة الحلي(قدس سره) في قوله عن الرضا (ع) انه اخذ عنه فقهاء الجمهور كثيراً... فقد روي السيد الميلاني في كتاب الائمة الاثنى عشر عشرات من علماء السنة ممن تتلمذ عليه او اخذ منه ومما قال, قال الحاكم النيسابوري: علي بن موسى ابو الحسن ورد نيسابور سنة (200) وكان يفتي في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو ابن نيف وعشرين سنة روى عنه من أئمة الحديث... واستشهد بسناباد من طوس في رمضان سنة (203) وهو ابن 49 سنة وستة اشهر)(7), وقريب منه قال ابن كثير.
وعد المزية جماعة كثيرة ممن اخذوا منه الحديث من علماء العامة(8), وقال الذهبي: وروى عنه فيما ادم ابن ابي اياس وهو اكبر منه واحمد بن حنبل ومحمد بن رافع ونصر بن علي الجهضمي وخالد بن احمد الذهلي الأمير)(9), والذي عدهم كلهم رؤساء مذاهب وامراء, وقال الذهبي...وكان سيد بني هاشم في زمانه واجلهم وانبلهم وكان المأمون يعظمه ويخضع له ويتغالى فيه حتى انه جعله ولي عهده من بعده وكتب بذلك الى الافاق(10), وقال ابن حجر قال الحاكم: سمعت ابا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول: خرجنا مع امام اهل الحديث ابي بكر بن خزيمة وعديله ابي علي الثقفي مع جماعة من مشايخنا وهم اذ ذاك متوافدون الى زيارة قبر علي بن موسى الرضا بطوس فرأيت من تعظيمه, يعني ابن خزيمة, لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا(11).
وعن الحديث المسمى السلسلة الذهبية برواية العامة انه لما دخل الامام نيسابور راكباً خرج اليه علماء البلد وبأيديهم المحابر والروى وتعلقوا بلجام دابته وحلفوه ان يحدثهم عن آبائه فقال: (حدثني ابي موسى الكاظم عن أبيه...علي بن أبي طالب قال حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال حدثني جبرئيل قال سمعت رب العزة يقول: لا اله الا الله حصني فمن قالها دخل حصني وأمن من عذابي...), وكان من الطالبين من الامام الحديث ابو زرعة الرازي ومحمد بن اسلم الطوسي وياسين بن النضر واحمد بن حرب ويحيى بن يحيى وقد عد اهل المحابر والروى الذين كانوا يكتبون انافوا على عشرين الفاً, وكل هؤلاء الكتبة من غير الشيعة ومورد الخبر كلهم, هذا الخبر ايضاً من السنة(12).
وبسبب انها رواية عامية تراها ناقصة لانهم غالباً يحذفون ما يكون حجة في اثبات تعلق الامامة بالنبوة وبالتوحيد, فان الامام (ع) بعد ما روى عن اجداده التوحيد قال: (بشروطها وانا من شروطها) يعني ان الاعتقاد بالائمة الاثنى عشر هو كالاعتقاد بالنبوة فانه من شروط قبول التوحيد وصحته وصدقه.


(1) اخبار الدولة 115 .

(2) جواهر العقدين ب2 ج2 ص427.

(3) مطالب السؤل 84.

(4) هو من مشايخ الذهبي.

(5) فرائد السمطين 2/187.

(6) الصواعق المحرقة 122.

(7) تهذيب التهذيب 7/338. وفرائد السمطين 2/199.

(8) تهذيب الكمال 21/148.

(9) سيرة النبلاء 9/387.

(10) تاريخ الاسلام 269 من حوادث 201 – 210هـ.

(11) تهذيب التهذيب 7/339.

(12) تهذيب التهذيب 7/339.