9- قالوا في الامام الكاظم (ع)

حكم- قال هارون المسمى بالرشيد قاتل الامام الكاظم (ع) قال عنه لابنه المأمون (هذا امام الناس وحجة الله على خلقه وخليفته على عباده يا بني هذا وارث علم النبيين هذا موسى بن جعفر ان اردت العلم الصحيح فعند هذا), فقال له ولده: اذا عرفت هذا عنه فلماذا لا تسلمه الخلافة على المسلمين, قال: ان الملك عقيم ولو طلبته لنفسك لقطعت الذي فيه عيناك.
وقال شيخ الحنابلة ابو علي الخلال: (ما همني امر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به الا سهل الله تعالى لي ما أحب)(1).
وأبو تيمية لم يحفل به كثيراً كما هي عادته مع أئمتنا ولكني انقل مظلومية الامام (ع) قال: (واقدمه المهدي الى بغداد ثم رده الى المدينة واقام بها الى ايام الرشيد فقدم هارون منصرفاً من عمرته فحمل موسى معه الى بغداد وحبسه بها الى ان توفي في حبسه).
اقول وتجد ترجمة حياة هذا الامام العظيم في كتب العامة كثيراً, منها: صفة الصفوة 2/124, ومرآة الجنان 1/394, وتهذيب الكمال 29/44, وتاريخ بغداد 13/27, وتهذيب التهذيب 10/302, ومطالب السؤل 76.
وقال الخطيب البغدادي: كان موسى يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده روي انه دخل مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسجد سجدة في اول الليل وسمع وهو يقول في سجوده: عظم الذنب من عندي فليحسن العفو من عندك يا اهل التقوى ويا اهل المغفرة فجعل يرددها حتى اصبح, وكان سخياً كريماً وكان يسمع عن الرجل ما يؤديه فيبعث اليه بصرة فيها الف دينار(2).
وقال القرماني: هو الامام الكبير الاوحد الحجة الساهر ليله قائماً القاطع نهاراً صائماً المسمى لفرطه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً وهو المعروف بباب الحوائج لانه ما خاب من توسل به في قضاء حاجته قط(3).
وقال ابن حجر المكي: هو وراث ابيه علماً ومعرفة وكمالاً وفضلاً سمي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه, وكان معروفاً عند اهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله, وكان اعبد اهل زمانه واعلمهم واسخاهم(4).
وقال ابن طلحة: هو الامام الكبير القدر العظيم الشأن الكبير المجتهد الجاد في الاجتهاد المشهور بالكرمات يبيت الليل ساجداً وقائماً ويقطع النهار متصدقاً وصائماً ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي كاظماً, كان يجازي المسيء باحسانه إليه ويقابل الجاني بعفوه عنه ولكثرة عبادته كان يسمى بالعبد الصالح ويعرف بالعراق بباب الحوائج الى الله لنجح مطالب المتوسلين الى الله تعالى به, كراماته تحار منها العقول وتقضي بانه له عند الله قدم صدق لا تزل ولا تزول(5).
وق كذب ابن تيمية بتكذيبه لهداية الكاظم (ع) لبشر الحافي, اذ قال ابن تيمية: (...فان موسى بن جعفر لما قدم به الرشيد الى العراق حبسه فلم يكن ممن يجتاز على دار بشر وامثاله من العامة), بينما قد روي الرواة ومنهم المسعودي الشافعي: ان عبد الله بن مالك الخزاعي كان على دار هارون الرشيد فقال اتاني رسول الرشيد وقتاً ما جاءني فيه قط...ثم قال يا عبد الله اتدري لم طلبتك في هذا الوقت؟ قلت: لا والله يا امير المؤمنين, قال اني رأيت الساعة في منامي كأن حبشياً قد اتاني ومعه حربة فقال ان خليت عن موسى بن جعفر الساعة والا نحرتك في هذه الساعة بهذه الحربة فاذهب فخل عنه...نعم امضي الساعة حتى تطلق موسى بن جعفر واعطه ثلاثين الف درهم وقل له ان احببت المقام قبلنا فلك عندي ما تحب وان احببت المضي الى المدينة فالاذن في ذلك لك, قال فمضيت الى الحبس وخليت سبيله وقلت له لقد رأيت من امرك عجباً؟ قال فاني اخبرك: بينما انا نائم اذ اتاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا موسى حبست مظلوماً فقل هذه الكلمات فانك لا تبيت هذه الليلة في الحبس فقلت بابي وامي ما قال؟ قال قل (يا سامع كل صوت ويا سابق كل فوت ويا كاسي العظام لحماً ومنشرها بعد الموت أسألك باسمائك الحسنى وباسمك الاعظم الاكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه احد من المخلوقين يا حليماً ذا اناة لا يقوى على اناته ياذا المعروف الذي لا ينقطع ابداً ولا يحصى عدداً فرج عني)(6), فكان ما ترى لقد كانت هذه الفترة لقاءه بشيعته وهدايته للناس وهكذا شاء الله تعالى وخسر هنالك الكذبون المبطلون.


(1) الانوار البهية 93 واعيان الشيعة 2/53.

(2) تاريخ بغداد 13/27.

(3) اخبار الدول 113.

(4) الصواعق المحرقة.

(5) مطالب السؤل 76.

(6) وفيات الاعيان 4/394 عنه الائمة الاثنى عشر للميلاني.