المذهب الجعفري وتفرع المذاهب منه

حكم- اشار الدكتور آنفاً الى ان رؤساء المذاهب واعلام الدين والفقه هم عيال على الامام الصادق (ع) ومن قبله الشيخ ابن ابي الحديد المعتزلي نسب جميع علوم الدين متفرعة من امير المؤمنين (ع) وابنائه وجميع رؤساء المذاهب في اصول الدين وهم الاشاعرة التي لا تشترط عدالة الله ومعطلة لحكم العقل او المعتزلة والشيعة وهم العدلية التي تحكم بعدل الله في كل شيء وبرؤية العقل, او المذاهب الفقهية التي قد كثرت ولكن السلاطين قد حصروها في الاربعة لقاء ضرائب فرضوها وقبلوها من مخالفي اهل البيت (ع) حتى ساعدوها فانتشرت ولم يقبلوا من الشيعة وحاولوا اخماد مذهب اهل البيت (ع) فما استطاعوا وكانت جهود جبارة من السيد المرتضى والشيوخ المفيد والطوسي وباقي فضلاء ذلك الزمان وقفوا بوجه السلطان فلم يستطع السلطان لمنع ممارسة المذهب الحق ولكنه منع كونه رسمياً [يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ8](1), وكيف كان فالامام الصادق (ع) نحن ننتمي اليه وسمينا جعفرية بسببين اولاً لان الامام استطاع ان يدرس اكبر عدد ممكن من المسلمين حتى عد تلاميذه عشرون الف طالب منتشرون في مختلف البلاد ومنهم اربعة الف طالب منتشرون في مختلف البلاد ومنهم اربعة الاف وصلت الينا اسماءهم تقريباً فاكثر احكامنا من الامام الصادق (ع) .
وثانياً: ان المذاهب قد تولدت بتشجيع السلطة العباسية في زمانها وكثرة الافكار وتضاربت الاراء وبقي الشيعة تابعين لفقه وتعاليم الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) فسموا جعفرية.
حكم- ومن طرق اثبات ان الامام (ع) هو استاذ جميع فقهاء المذاهب قد تبين من بعض كلام الدكتور الانف الذكر وملخصه ان مالك كان يحضر عند الامام الصادق (ع) زماناً وعند ابيه الباقر (ع) زماناً آخر, وابو حنيفة قد صرح بالحضور سنتين مستمراً وبقي في طول حياتهما يناقش ويستمع من الامام التعاليم كما في عدة روايات, وابو سيف القاضي هو تلميذ ابو حنيفة وكان يراجع الامامين الصادق والكاظم(ع) , والشافعي قد تتلمذ عند ابي يوسف والحنبلي قد تتلمذ للشافعي واخذ من بعض تلاميذ أئمتنا لانه نشأ في الغيبة الصغرى وظهر فقهه بعد ذلك وبالتالي ان مرجع علوم أئمة المذاهب يرجع للامام الصادق (ع) ولأئمة اهل البيت (ع) وقد تعلموا وخالفوا ما تعلموا فاستقلوا بافكار ومخالفات كثيرة كما تطالع في تاريخهم واحكامهم, ولذلك تسمى مذهب بالجعفرية مقابل الحنفية والشافعية وغيرهما وقد اطلق الامام الصادق (ع) تعاليمه لشيعته بهذا العنوان كقوله (ع) : (انما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه واشتد جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه), وقال (يا شيعتنا كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا وحتى يقول الناس رحم الله جعفراً فلقد ادب شيعته).


(1) سورة الصف 61/8.