8- قالوا في الامام الصادق (ع)

حكم- اما الامام الصادق (ع) فاكثر الأئمة (ع) ذكره الاعداء واقر بفضله المخالفون لتحصيله على فرصة التدريس الكثير وانشغال الحكم المتسلط عنه وان مروان الحمار كان عند العامة امير المؤمنين وواجب الاتباع ولما تغلب عليه سفله آخرون وهم العباسيون صار الآخرون امير المؤمنين ورجع الحمار حماراً يجب ضربه بالعصى وشتمه وعشريته وهكذا خلفاء مخالفي اهل البيت (ع) مرة يكونوا إمراء وأخرى يكونوا مجرمين, وبهذه النقلة أخذ الحق وأئمته فرصتهم في ايصال العلم والدين الحق لاكبر مجموعة من الامة.
قال مالك بن انس: ما رأت عين ولا سمعت اذن افضل من جعفر بن محمد علماً وعبادة وورعاً(1), وقال: جعفر بن محمد اختلفت إليه زماناً فما كنت اراه إلا على احدى ثلاث خصال اما مصلي واما صائم واما يقرأ القرآن وما رأيته يحدث الا عن طهارة(2), وسئل ابو حنيفة من افقه الناس ممن رأيت؟
فقال جعفر بن محمد الصادق, ولما طلب المنصور ابا حنيفة قال له: قد فن الناس بجعفر بن محمد فمتأهب ان تسأله اشكل مسائلك, فاحضرت له اربعين مسألة واحضرني المنصور وكان في الحيرة فرأيت جعفر بن محمد جالساً عن يمينه فلما وقع نظري عليه هبته هيبة شديدة لم اهب مثلها المنصور مع شدة بطشه فسلمت عليه, واشار اليّ بالجلوس فتوجه المنصور الى الصادق وقال: يا ابا عبد الله ان هذا ابو حنيفة, فقال: اعرفه, ثم توجه إليّ المنصور وقال: سل ابا عبد الله عن مسائلك فما زلت اسأله فيجيب ويقول انتم تقولون كذا واهل المدينة يقولون كذا موافقاً لنا تارة ولأهل المدينة تارة اخرى وربما خالف الجميع, فقال ابو حنيفة: اعلم الناس اعلمهخم باختلاف الناس.
وقال المنصور: (ان هذا الشجى في حلقي هو اعلم الناس), وقال ابو حنيفة: (لولا السنتان لهلك النعمان), يعني نفسه, وقال ابن حبان: (كان من سادات اهل البيت فقهاً وعلماً وفضلاً)(3), وقال ابن الجوزي: (كان مشغولاً بالعبادة عن حب الرئاسة)(4), وقال النووي: اتفقوا على امامته وجلالته)(5).
وقال اليافعي في ترجمته: (له كلام نفيس في علوم التوحيد وغيرها قد الف تلميذه جابر بن حيان الصوفي كتاباً يشمل على الف ورقة يتضمن رسائله وهي خمسماءة رسالة)(6), وقال الآلوسي صاحب التفسير: هذا ابو حنيفة وهو من اهل السنة ويقول بافصح لسان, لولا السنتان لهلك النعمان)(7).
وقال الدكتور محمد عبد المنعم رئيس رابطة الادب بالجامع الازهر, وكان الصادق من عظماء اهل البيت وساداتهم على وجه قبس من نور النبوة, لقب بالصادق لصدق مقالته حتى كان الامام مالك اذا حدث عنه يقول حدثني الثقة يقصد الامام جعفر الصادق (ع) ونقل الدكتور عن الوشاء قوله: ادركت في هذا المسجد مسجد الكوفة الجامع تسعماءة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد...
تلقى عنه ائمة الشيوخ الذين عاصروه واخذوا عنه وروى عنه الائمة الكبار من امثال يحيى بن سعيد وابن جريح وسفيان الثوري وسفيان ابن عيينة وشعبة والسجستاني وتتلمذ عنده (ابن شهاب الزهري والكثير من التابعين ونقل الناس عنه علمه وعدوا اخذهم عنه وروايتهم له منقبة شرفوا بها وفضيلة حازوها وردد الناس فضله وعلمه وذاع صيته في جميع الامصار.
ونقل عن الجاحظ قوله: جعفر بن محمد ملأ الدنيا بعمله, واضاف الدكتور وصار الامام شيخ شيوخ علوم الاسلام واستاذ الفقهاء والمجتهدين.
يعد الامام الصادق (ع) اول مؤسس للمدارس الفقهيه المشهورة في الاسلام كما انه رأس المذهب الشيعي الجعفري وكانت له اساتذيه في علوم الدين وشرايع الاديان وفي اسرار الطبيعة وعلوم الفلك والنجوم...وهو اول من اكتشف حامض النتريك والماء الملكي ويعد بعض العلماء الغربيين عصره مساوياً لعصر لافوازيه وبريستلي, وحسبنا من تلاميذ الامام شخصية كبيرة معروفة في العالم كله وهو جابر بن حيان الكوفي...فهو يعد من ائمة العلوم الرياضية والفلكية في العالم وهو معلم الغرب فيها.
وكان جابر من عجائب الدنيا ونوابغ العلم ونوادر الدهر ويلقبه الغربيون بكيمياوي الغرب, ولجابر نحو اربعة آلاف رسالة منها نحو خمسماءة مصدرة باسم جعفر بن محمد...وجابر هو اول من وضع علم الجبر نقلاً عن استاذه وبحوثه عن الجوهر الفرد مما عنى به الغربيون كنواة لعلوم الذرة.
وقد علمه الامام طريقة تحضير مداد مضيء يستخدم في كتابة المخطوطات الثمينة لا مكان قرائتها في الظلام, كما علمه صنع الورق صنف من الورق غير القابل للاحتراق ومن المأثور عن الامام الصادق قوله: (ان وراء قمركم هذا اربعين عين قمر وان وراء شمسكم هذه اربعين عين شمس).

وكشوف العلم الحديث تؤيد صحة ما ذهب إليه الامام وقد كان في عصر لا يعرف المجاهر ولا التلسكوبات وغيرها... هذا تقرير احد علماء السنة وقد كان في حفلة في عيد الغدير وختم الخطاب بالترحم على استاذ الاساتذة جعفر بن محمد, ولو كان من الشيعة لما نقلت اكثر من خطابه لان الشيعة يعرفون ذلك عن أئمتهم عليهم الصلاة والسلام.


(1) تهذيب التهذيب 2/89.

(2) تهذيب التهذيب 2/89.

(3) تهذيب التهذيب 2/89.

(4) صفة الصفوة 94.

(5) تهذيب الاسماء واللغات 1/155.

(6) مرأة الجنان وعبرة اليقظان 1/304.

(7) مختصر التحفة الاثنى عشرية 8.