3- قالوا في امير المؤمنين(ع)

قال ابو بكر بعد خطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في نصب علي في يوم الغدير: (بخ بخ لك يا علي اصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة), وقالت عائشة: (ما رأيت رجلاً احب الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منه اما انه لأعلم الناس بالناس)(1).
وروي ان هدية قد اهديت الى معاوية فرآها عمر وبن العاص فارادها له ورآها يزيد فارادها له فقال معاوية: ليقل كل منا شعراً في عدوه علي بن ابي طالب ومن كان شهره احلى أخذ الهدية, فقال معاوية:


خير الورى من بعد أحمد حيدر

 

فالناس ارضٌ والوصي سماءُ


فاجابه ابن العاص


ومناقبٌ شهد العدو بفضلها

 

والفضل ما شهدت به الاعداءُ


وقال يزيد


كمليحة شهدت لها ضراؤها

 

والحسن ما شهدت به الضراء


فأخذ الهدية يزيد, وقال ابن العاص 120 بيت في تفضيل علي على معاوية ومنها:


حاربو سيد الاوصياء
وكم قد سمعنا من المصطفى
وفي يوم خم رقى منبراً
فوالي مواليه ذا الجلال
فبخبخ شيخك لما رأى
وما دم عثمان منج لنا
وان علياً غداً خصمنا
فما عذرنا يوم كشف الغطا
وان كان بينكما نسبة
واين الثريا واين الثرى

 

بقولي طل من نعثل
وصايا مخصصة في علي
يبلغ والركب لم يرحل
وعاد معادي اخ المرسل
عرى عقد حيدر لم تحلل
من الله في الموقف المخجل
ويعتز بالله والمرسل
لك الويل منه غدا ثم لي
فاين الحسام من المنجل
واين معاوية من علي(2)


وقال ابو بكر عند موته: (لقد وددت ان اقوى الناس عليه مكاني)(3) يعني علي الحكم ويعني علياً انه اقوى الناس على الحكم.
وقال عمر حين رد على الاعرابي اذ لم يقبل علياً ان يحكم له فان عمر اخذ بتلابيبه, وقال ويحك اما تدري هذا هو مولاك ومولى كل مؤمن ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن)(4), وقال النسائي والترمذي: بعد ذكر قول ابي بكر: (قد وليت عليكم ولست بخيركم), قالا وعلي مفضل على ابي بكر بامر الله تعالى في قراءته لسورة براءة وامارته الحج وعودة ابي بكر)(5), وقالت عائشة:


اذا ما التبر حك على محك
وبان بياضه من سواد

 

تبين غشه من غير شك
علي بيننا شبه المحك


وقالت في عرسه على فاطمة:


سرن بها والله اعلى ذكرها

 

وخصها منه بطهر طاهر


وقال سعد ابن ابي وقاص جواباً لرسالة معاوية:
أما بعد فان اهل الشورى ليس منهم احق بها من صاحبه غير ان علياً(ع) (كان من السابقة ولم يكن فينا ما فيه فشاركنا في محاسننا ولم نشاركه في محاسنه وكان احقنا بالخلافة ولكن مقادير الله تعالى التي صرفتها عنه حيث شاء لعلمه وقدره وقد علمنا انه احق بها منا)(6), اقول انما امد الله تعالى المجرمين والظالمين بذلك ليتم عليهم لعنة وعذابه كما قال الله تعالى: [وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ178](7).
وقال معاوية لمحمد بن ابي بكر: (قد اتاني كتابك.. ذكرت فيه فضائل ابن ابي طالب وقديم سوابقه وقرابته الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومواساته اياه في كل هول وخوف... فق كنا وابوك نعرف فضل ابن ابي طالب وحقه لازماً لنا مبروراً علينا...فكان ابوك وفاروقه اول من ابتزه حقه وخالفه على امره...ولولا ما فعل ابوك من قبل ما خالفنا ابن ابي طالب ولسلمنا اليه...)(8).
وقال عمر مرات كثيرة: (اعوذ بالله ان اعيش في قوم لست فيهم يا ابا الحسن), (كاد يهلك ابن الخطاب لولا علي بن ابي طالب)(9), ووضع عمر بن عبد العزيز يده على صدره وقال: (وانا والله مولى علي بن ابي طالب(ع) ).
وقال سعد ابن ابي وقاص (اني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي انت مع الحق والحق معك حيثما دار), قاله لمعاوية, فقال له معاوية: يا ابا اسحاق ما كنت الوم اليوم اذ سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجلست عن علي؟ لو سمعت هذا من رسول الله لكنت خادماً لعلي حتى اموت)(10).
وقال سعد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: (يا علي لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق)(11), اقول هنيئاً لسعد ومعاوية مقامهما في الدرك الاسفل من النار بروايتهما, وقال الشافعي:


علي حبه جنه
وصي المصطفى حقاً

 

قسيم النار والجنة
أمام الانس والجنة



يا آل بيت رسول الله حبكم

كفاكم من عظيم الشأن انكم

 

فرض من الله في القرآن انزله

من لم يصل عليكم لا صلاة له

وقال الزبير بن بكار: (وكان عامة المهاجرين وجل الانصار لا يشكون ان علياً هو صاحب الامر بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) )(12).
وقال عمر لابن عباس: يا ابن عباس اما والله ان صاحبك هذا لاولى الناس بالامر بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) , والتقى ابو بكر وعلي بن ابي طالب فتبسم ابو بكر في وجه علي فقال له: (مالك تبسمت), قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (لا يجوز احد على الصراط الا من كتب له علي الجواز), وقال علي(ع) للستة المجتمعين لاختيار الخليفة بعد عمر, (انشدكم بالله هل فيكم قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا علي انت قسيم الجنة والنار يوم القيامة غيري؟) قالوا اللهم لا.

وعن ابي بكر الانباري في اماليه: ان علياً جلس الى عمر في المسجد وعنده ناس فلما قام عرض واحد لذكره ونسبه الى التيه والعجب, فقال عمر حق لمثه ان يتيه والله لو لا سيفه لما قام عمود الاسلام وهو بعد اقضى الامة وذو سابقتها وذو شرفها)(13).


(1) عن الاستيعاب هامش الاصابة 3/4 والعقد الفريد 2/216.

(2) الف بيت في الترمذي 294.

(3) شرح النهج للمعتزلي 6/47.

(4) الصواعق المحرقة 107.

(5) خصائص النسائي 20, وصحيح الترمذي 2/183.

(6) الامامة والسياسة لابن قتيبة.

(7) سورة آل عمران 3/178.

(8) نظرة الخليفتين 1/205 عن مروج الذهب للمسعودي 3/12.

(9) الجامع لشعب الايمان 7/590 ونهاية الطالب في مناقب علي بن ابي طالب 218, وذخائر العقب في مناقب ذوي القربى 31, تاريخ الخلفاء للسيوطي 137.

(10) مختصر تاريخ ابن عساكر لابن منظور 9/270 عنه نظريات الخليفتين لنجاح الطائي 2/253.

(11) مختصر تاريخ ابن عساكر لابن منظور 9/270 عنه نظريات الخليفتين لنجاح الطائي 2/253.

(12) شرح النهج 6/31 و 50 و 2/134 وتاريخ اليعقوبي 2/124.

(13) شرح المنهج 3/115.