النبي والأئمة(ع) هم المشرفون يوم القيامة

حكم- 1- ورد في الآية الكريمة [فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ...27](1), ان يوم القيامة ينصب منبر بمأة وقاة وفي اعلاه النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم تحته علي بن ابي طالب وتحته الحسن وتحته الحسين وتحته الائمة من ولده ثم الانبياء والاوصياء كل على درجته ورتبته عند الله, والمنافقون والكفار لما يرون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بيته بالمرقاة العليا تسوء وجوههم ويقولون للمؤمنين وللشيعة هذا المستوى الذي لنبيكم وأئمتكم الذي كنتم تدعون وكنا نكذبهم فيه.
فالنبي واهل بيته هم اعلى المشرفين واعظم الشهداء على الناس واخبر المتصرفين في ادارة الحساب للناس.
2- وورد في تلقين الميت عن ابن عباس ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما وضع فاطمة بنت أسد ام علي بن ابي طالب(ع) في قبرها زحف حتى صار عند رأسها ثم قال: (يا فاطمة ان اتاك الملكان منكر ونكير فسألات عن ربك فقولي الله ربي ومحمد نبيي والاسلام ديني والقرآن كتابي وابني امامي ووليي, ثم قال اللهم ثبت فاطمة بالقول الثابت) ثم خرج من قبرها وحثا عليها حثيان(2).
3- وعن سالم بن مكرم عن ابي عبد الله(ع) انه قال: (يجعل له وساده من تراب...اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك...يا فلان بن فلان الله ربك ومحمد نبيك وعلي وليك وامامك وتسمى الائمة واحداً واحداً الى آخرهم ائمة هدى ابرار...)(3).
4- وعن يحيى بن عبد الله قال سمعت ابا عبد الله(ع) : (...فيضع فمه عند رأسه ثم ينادي باعلى صوته يا فلان بن فلان هل انت على العهد الذي فارقتنا عليه من شهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله سيد النبيين وان علياً امير المؤمنين وسيد الوصيين...)(4).
5- وعنه(ع) ايضاً قال: (اذا نظرت الى القبر فقل اللهم اجعلها روضة من رياض الجنة ولا تجعلها حفرة من حفر النيران...والحقه بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وصالح شيعته واهدنا واياه الى صراط مستقيم اللهم عفوك عفوك ثم تضع يدك اليسرى على عضده الأيسر وتحركه تحريكاً شديداً ثم تدني فمك الى اذنه وتقول يا فلان اذا سئلت فقل الله ربي ومحمد نبيي والقرآن كتابي وعلي امامي حتى تسوق الائمة ثم تعيد القول عليه ثلاثاً ثم تقول افهمت يا فلان وقال فانه يجيب نعم ثم تقول ثبتك الله بالقول الثابت وهداك الى صراط مستقيم وعرف الله بينك وبين اوليائك في مستقر رحمته).
6- وعن كتاب شاذان بن جبرئيل في كتاب الروضة والفضائل في حديث وفاة فاطمة بنت أسد انه لما اهيل عليها التراب واراد الناس الانصراف جعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (لها ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل ابنك ابنك علي بن ابي طالب الى ان قال واما قولي لها ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل فانه لما نزل عليها الملكان وسألاها عن ربها فقالت الله ربي وقالا من نبيك قالت محمد نبيي فقالا من وليك وامامك فاستحيت ان تقول ولدي فقلت ابنك علي بن ابي طالب)(5), وهذا كله مصاديق لقوله تعالى: [قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...23](6), فلا يسأل المسلم حين ينزل في قبره اولا الا عن الله ورسوله وائمته ثم يسأل عن بقية عقيدته وعمله والائمة هم الشفعاء لمن ارتضى الله تعالى ان يشفعوا.
7- وهذه الآية [ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ8](7) ايضاً تؤكد عن السؤال عن النعيم سأل ابو عبد الله من ابي حنيفة ما النعيم الذي يسأله الله عبده عنه فوصف له التمر البرني والبيت الفارهة والزوجة...
8- وفي الحديث لا يمر احد الصراط الا من كان بيده صك من علي بن ابي طالب, وعن البيهقي باسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (اذا جمع الله الاولين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنم لم يجزها أحد الا من كانت معه براءة بولاية علي بن ابي طالب)(8).
9- وفي الآية: [وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ17](9) عرش هو امر الله تعالى في حساب البشر من الحكم بالنعيم او الحكم بالعذاب ويدير الحساب والذي يعطي النتيجة للبشرية جميعاً هم ثمانية, نوح وابراهيم وعيسى ومحمد وعلي والحسن والحسين, بحسب تفسير الامام الصادق(ع) فهم المشرفون والمنقذون للارسال للنعيم او للجحيم.
10- الحديث الشريف (ان علي بن ابي طالب قسيم الجنة والنار يقول للنار خذي هذا وذري هذا)(10).
11- والحديث الشريف: (ان فاطمة تلتقط شيعتها من المحشر كما يلتقط الطير الحب الجيد من بين الزوان)(11).
12- وفي الآية الكريمة: [أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ24](12) فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (اذا كان يوم القيامة يقول الله لي ولعلي القيا في جهنم من ابغضكما وادخلا الجنة من احبكما...)(13).
13- وقال تعالى: [وَبَيْنَهُمَا] بين اصحاب النار واصحاب الجنة, [حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ...46](14), هذا نداء اصحاب الاعراف للمؤمنين واما نداؤهم للمخالفين والمعادين [وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ48](15), الاعراف هو سورة مضروب بين الجنة والنار والظاهر انه مكان راحة وليس فيه حرارة ولا عذاب ويمكن ان تعده عتبة مشرفة على الجنة ولذلك روي بان مجموعة ممن لا يستحقون ولا الجنة يعيشون على الاعراف يعني فيها بعض النعيم والعيش عليها طبيعي وهذا السور مرتفع بحيث يشرف على المحشر ووظيفة هذا المكان النظيف والمريح وظيفتان, الوظيفة الاولى: في يوم المحشر يقف عليه الشهود على الناس من امر الله تعالى وهم كل نبي وولي يشهد على امته التي بعث اليها واعلى درجة الشهود هم أئمة المسلمين يشهدون على الامم والانبياء والاولى وعلى رأس الجميع النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كما في الآية: [لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا...143](16), وكما رأيت انهم يشهدون للصالحين ويعرفون كلاً بسيماهم ويرحبون بهم ويبشرونهم بالجنة ويأمرون بهم الى الجنة, ويلتفتون الى الظلمة والمنافقين ومن آذى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) او احد من اهل بيته فيعيرونهم باعمالهم الفاجرة ويأمرون بهم الى نار جهنم, ومن هذه الآيات وأمثالها ومن حديث (علي قسيم الجنة والنار يقول للنار خذي هذا وذري هذا) تستنبط هذه النتيجة, ورجال الاعراف صلوات الله عليهم بموقفهم هذا بعد اداء الشهادة وانسحاب اهل الجنة الى الجنة زمراً مع التسليم والفرح والسُرور واهل النار مع الخزي والتعيير وسواد الوجوه يلتفتون الى المذنبين غير المجرمين الكبار فيشفعون لهم, قال الامام الصادق(ع) : (وينادي اصحاب الاعراف وهم الانبياء والخلفاء رجالاً من اهل النار ورؤساء الكفار يقولون لهم مقرعين ما أغنى عنكم جمعكم واستكباركم هؤلاء) اشارة الى المؤمنين الشيعة الفقراء الذين كانوا المتسلطون يظلمونهم ويهزؤن بهم [أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ...49](17) اشارة لهم الى اهل الجنة الذين كانت الرؤساء يستضعفونهم ويحتقرونهم لفقرهم ويستطيلون عليهم بدنياهم ويقسمون ان الله لا يدخلهم الجنة يقول اصحاب الاعراف لهؤلاء المستضعفين عن امر من الله عز وجل [ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ49](18).
وعن الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين(ع) قال: (نحن نوقف يوم القيامة بين الجنة والنار فمن نصرنا عرفناه بسيماه فادخلناه الجنة ومن ابغضنا عرفناه بسيماه فادخلناه النار)(19).
14- المؤذن هو علي(ع)
حكم- ورد في قوله تعالى: [وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ...44](20), ورد في الحديث ان علياً(ع) هو الاذان وهو المؤذن فهذه الآية هو المؤذن والآية الاخرى ستأتي آنفاً, فعن امير المؤمنين(ع) انه قال: (أنا ذلك المؤذن), واما في تفسيرات العامة بان المؤذن هو مالك خازن النار فغير ظاهر لان الآية تقول (مؤذن بينهم) وان الآية من اولها تحكي محادثة ومفاخرة الناس بينهم وقول اهل الجنة لاهل النار [أَن قَدْ وَجَدْنَا...] تقريعاً لهم واهانة لخستهم, والمؤذن بينهم وليس من خارج جنسهم ولا خارج جمعهم.
15- علي(ع) هو المبلغ البراءة
حكم- حالياً لسنا بصدد فضائل علي(ع) لانه فصل قد انتهى آنفاً وانما نحن الآن بصدد اثبات ان علياً والائمة اليهم مرجع العباد وبيدهم الشهادة للصالحين وعلى الفاسقين يوم القيامة وهم الآمر الناهي والخلق مسؤولون في قبورهم ويوم حسابهم عن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بيته الكرام ارواحنا لهم الفداء, ولكن اعترضنا الحديث (ان علياً هو الاذان والمؤذن), فلزم ان نكفي الحديث بشرح كونه اذاناً اي صاحب الاذان فقد ورد في تفسير الآية [وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ...3](21), انه لما نزلت في شوال سنة 9 هـ والوعد الذي فيها بانقضاء اربعة اشهر هي شوال وذو القعدة ومحرم والثلاثة منها هي الاشهر الحرم التي اشار اليها بقوله تعالى: [فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ...5](22), وكيف كان فقد ورد انها لما نزلت براءة امر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ابا بكر ان يبلغها الى الكفار في مكة فذهب بها وياليته ما ذهب فان الذهاب صار فضيحة له بعدم الاهلية بكل شيء من امور الاسلام عطفاً على هروبه في الحروب وعطفاً على عدم جعله قائداً للجيش وتأميره باي حرب فان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ارسله في حرب فرجع هارباً يثبط قومه ويثبطونه, وفي حرب ذات السلاسل حيث نزل فيه [أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ9 وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ10 إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ11](23), فأول السورة (والعاديات) نزل في امير المؤمنين وآخرها بالمنافقين الجبناء الهاربين ويوم الاحزاب جلس يرتجف هو وامثاله [وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا10](24), ظنون السوء وسيأتي الكلام الى هروبه من جيش اسامه وتقدمه للصلاة فعزله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) , وبالجملة فلما ارسله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لتبليغ سورة براءة نزل جبرئيل(ع) بامر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) انه (لا يبلغ براءة لكفار مكة الا انت او رجل منك), فأرسل علياً خلفه فادركه على ناقته العضباء فادرك ابا بكر في الجحفة واخذها منه فرجع ابو بكر وسأل النبي هل نزل فيّ شيء؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (لا ولكن امرت ان ابلغها انا او رجل مني (من اهل بيتي))(25).
16- الائمة هم نور الله تعالى
حكم- قال تعالى: [اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ35](26), [فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ36 رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ37](27).
أولاً: قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : (انا وعلي من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتى).
ثانياً: من المعلوم ان الآية لم تقصد شجرة ولا زيتوناً ولا جهات جغرافية ولا نار فسلوجية ولا كواكب سمائية فلكية, انما قد صرحت بانها مجموعة امثال رجال لا تلهيهم تجارة, وحينئذ فمن الذي له الاهلية لهذه الامثال؟ هم الذين يمثلون الشجرة النبوية المباركة فهم اما سلسلة الانبياء(ع) واوصيائهم من آدم(ع) الى يوم القيامة وهم صفوة الله كما مر في الآية [إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ33 ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ34](28), ذرية يتسلسلون الى يوم القيامة كما فصلنا عند ذكر الآية في اول البحث, فهذه الشجرة ليست شرقية ولا غربية فليست هي نابتة في الهند شرقاً ولا في افريقيا غرباً ولا بالشام ولا بالعراق وانما هم العصمة مركز صفوة الله تعالى ولا افكارها من افكار اهل الارض الغربيين ولا من الشرقيين.
ومجمل المعنى ان الله تعالى قد نوره على السماوات والارض وزينتها بالانوار المشعة والارزاق والماء والزرع وكل مسبب للسرور للسمع والبصر والفكر والعلم بالعقول والهداية التي جاءت بها الانبياء والاولياء وانهم قد اتوا نور بعد نور الى يوم القيامة, ثم يصف بيوتهم انها بيوت مقدسة منورة مطهرة ومشرفة من ساكنيها صلوات الله عليهم ومن اعلاها بيوت علي وابنائه المعصومين(ع) في حياتهم وحضراتهم بعد وفاتهم, والمشكاة هي كوة في الحائط غير نافذة (رازونة), عن الباقر ان قوله كمشكاة عليها مصباح هو نور العلم في صدر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والزجاجة صدر علي(ع) علمه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله علمه فصار الى صدره [يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ...35](29), يكاد العالم من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يتكلم بالعلم قبل ان يسأل, [نُّورٌ عَلَى نُورٍ] اي امام يؤيد بنوره العلم والحكمة في اثر امام من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك من لدن آدم الى قيام الساعة هم خلفاء الله في ارضه وحجته على خلقه لا تخلو الارض في كل عصر من واحد منهم, وهذا يقتضي ان يكون الشجرة المباركة هي هذه الشجرة التي اشرقت الارض بنورها من عهد آدم الى منقرض العالم.
ولما قرأ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الآيات سأل الاصحاب اي بيوت هي؟ قال: (بيوت الانبياء), فقام ابو بكر, قلت يا ليته لم يقم, فقال: يا رسول الله هذا البيت منها؟ واشار الى بيت علي(ع) وفاطمة(ع) ؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (نعم من افاضلها)(30).
مضى في الجزء الاول من الموسوعة النص الائمة الاثنى عشر(ع) واحداً واحداً ولا بأس ان نخص باب التولي هنا بالنص على آخرهم لتذكير مراجعي الموسوعة بنورهم العظيم(ع) .
17- النص على امامة الامام الحجة
حكم- اما الحجة فقد ملئت الطوامير وتصادقت الكتب وافاض المحدثون بالحديث به عن جماعة من الشيعة قالوا عرض علينا ابو محمد ابنه ونحن في منزله وكنا اربعين رجلاً فقال: (هذا امامكم من بعدي وخليفتي عليكم فاتبعوه واطيعوه ولا تتفرقوا فتهلكوا في اديانكم اما انكم لا ترونه بعد يومكم هذا), قالوا فخرجنا من عنده فما قضت الا ايام قلائل حتى مضى ابو محمد(ع) )(31).
وعن محمد بن عثمان العمري يقول, سمعت ابي يقول سئل ابو محمد الحسن بن علي(ع) وانا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه(ع) (ان الارض لا تخلو من حجة لله على خلقه الى يوم القيامة ومن مات ولم يعرف امام زمانه مات ميته جاهلية), فقال: (ان هذا حق), فقيل له يا ابن رسول الله فمن الحجة والامام بعدك؟ فقال: (ابني محمد هو الامام بعدي من مات ولم يعرفه مات ميته جاهلية اما ان له غيبة)(32).
حكم- لقد مضى منا ذكر للائمة المعصومين(ع) وان آخرهم المهدي(ع) عن كتب العامة اكثر مما ذكرنا عن كتب الشيعة ولكن لا بأس ان نزيد تلك الروايات للبركة فعن ابي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث طويل آخره يخاطب سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(عليها السلام), اذ قال: (يا فاطمة انا اهل البيت نبينا خير الانبياء وهو ابوك ووصينا خير الاوصياء وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وهو عم ابيك ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك ومنا مهدي الامة الذي يصلي عيسى خلفه ثم ضرب على منكب الحسين(ع) فقال من هذا مهدي الأمة)(33)


(1) سورة الملك 67/27.

(2) الوسائل 20/9 الدفن.

(3) الوسائل 21/5 الدفن.

(4) الوسائل 35/1 الدفن.

(5) مستدرك الوسائل 33/3 الدفن.

(6) سورة الشورى 42/23.

(7) سورة التكاثر 102/8.

(8) نظريات الخليفتين 1/197 عن رياض البيهقي 2/172.

(9) سورة الحاقة 69/17.

(10)

(11)

(12) سورة ق 50/24.

(13)

(14) سورة الاعراف 7/46.

(15) سورة الاعراف 7/48.

(16) سورة البقرة 143.

(17) سورة الاعراف 7/49.

(18) سورة الاعراف 7/49.

(19) تفسير جوامع الجامع للشيخ الطبرسي مختصة لمجمع البيان 146.

(20) سورة الاعراف 7/44.

(21) سورة التوبة 9/3.

(22) سورة التوبة 9/5.

(23) سورة العاديات 100/9 – 11.

(24) سورة الاحزاب 33/10.

(25) اسناد كثيرة من محدثي السنة منها صحيح الترمذي 2/182 ومسند أحمد 11/151 وكنز العمال 1/247, وتفسير ابن كثير 2/543 – 544, مستدرك الحاكم 3/51 حاشية المرزوفي على تفسير الزمخشري 3/243, وخصائص 30 وصحيح الترمذي 2/183 وتفسير ابن جرير 10/46.

(26) سورة النور 24/35.

(27) سورة النور 24/36 - 37.

(28) سورة آل عمران 3/33 – 34.

(29) سورة النور 24/35.

(30) سيأتي تفصيل الشجرة الملعونة وكيف هي ظلمات بعضها فوق بعض.

(31) اعلام الورى للطبرسي 442.

(32) اعلام الورى للطبرسي 442.

(33) البيان في اخبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي 82.