الأئمة يطلبون بذحول الانبياء وينصرونهم

حكم- ورد في القرآن آيات كثيرة بان الله سوف ينصر الانبياء(ع) والمؤمنين وهي لم تطبق حتى الآن, قال تعالى: [إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ51](1), وقال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ38](2), وان الله تعالى قد توعد من ظن ان لا ينصره الله في الدنيا فقال: [مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ15](3), سواء فسرنا الهاء من ينصره يرجع الى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) او ارجعنا الضمير لنفس الظان ظناً سيئاً, فان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد اُذي حتى قال: (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت), في دنيا وقتلوا اهل بيته وسبوهم فاين وعد نصر الرسول بنصره, وهناك مئات الوعود من الله بنصر المؤمنين في الدنيا وكون العاقبة الحسنى لهم يعني الخاتمة الحسنة في الدنيا منها [قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ128](4), ومنها [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم...55](5), ومنها [وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ105](6), الم تعلم ان اكثر الانبياء انتهت حياتهم مقتولين او مطرودين او بالتعذيب وعذبوا اشد العذاب ولم ينصروا حتى الموت ومثلهم الصالحون والمجاهدون وكل الاوصياء لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واحداً واحداً تواتر الخبر بقتلهم وسمهم وسجنهم من امير المؤمنين(ع) الى الحسن العسكري(ع) , فلو لم يكن زمان يحكمون فيه وينصرون كلمة الانبياء ويطبقون ما جاهد لاجله المجاهدون وينصر الله بهم الانبياء والاولياء والشهداء في الحياة الدنيا كما هو النص:

 

أ - ويصدق حينئذ ان الله يدافع عن الذين آمنوا في الحياة الدنيا.

ب - ويكون الدين كله لله.

ج - وينصرك الله نصراً عزيزاً.

د - [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا...3] وليس اكمل حينما حكم الظالمون الهاجمون على آل بيت رسول الله والساحبون البيعة وغيرهم واتباعهم واعوانهم والمفتون لهم ونذالتهم وقساوتهم وخمورهم وفسقهم وفجورهم والفواحش المتواترة اسماء رجالهم ونسائهم في بيوتهم, انه لم يكمل الدين بهؤلاء الطواغيت والسفلة والمجرمين, قال الامام الصادق(ع) : (ان عمر الدنيا من بعد آدم ماءة الف سنة عشرون الف لغيرنا وثمانون الف لنا), ويستتب الحكم لمحمد وآل محمد [وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا...69](7), هذا كله على يد الائمة في رجعتهم وحكمهم ولا اريد الان ان ابحث في ادلة الرجعة ولها كتب كتبتها وكذلك غيري تفعل ذلك, ويرث المؤمنون الارض [لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا...55](8), والآية بلفظ المستقبل وليس بالماضي.

هـ - وكذلك الآية [وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ5](9), ان هؤلاء الائمة هم الذين سيأتي ذكرهم والذين خلفهم رسول الله لاكمال الدين واتمام النعمة والآية بلفظ المستقبل يعني نزول القرآن والشيء الذي لم يحدث حتى الآن ان حكم الارض الاشخاص العلماء والكرام, اما الخلفاء الثلاثة: فمعراتهم وهجوماتهم وعنتريتهم على الاسلام والمسلمين مشهودة وسيأتي الاشارة الى غيض من فيض مثل تهديد عمر للناس بالسيف لمن قال ان محمداً قد مات وكل المسلمين يعرفون انه قد مات والقرآن يصرح بموته والرسول في يوم الغدير وقبله وبعده قد قال ذلك, ومثل سحق ابن عبادة حتى كاد ان يموت ومثل الهجوم على الزهراء وقتل جنينها وغصب ارضها.

 

وهم مع ذلك انهم جهلة غفلة عمات عن كل شيء في القرآن ومن ذلك ما علم محدثوهم ان عمر لا يفهم [وَفَاكِهَةً وَأَبًّا31](10), واما من بعد الثلاثة فضع يدك على اي واحد من حكام بني امية او بني العباس ومن بعدهم فلا تجد الا سفك دم الابرياء او زناء او فاجر متهتك مشغول بالرقص والغناء واعلام المغنين في قصورهم وخمار سابح مع القحاب في احواض الخمر او اباحي للجنس ام ممزق للقرآن ام مالئ الطوامير بسجن المتقين والطيبين الطاهرين او مسرف او بخيل نذل, وحاشا والف حاشا وكلا ان يكون اولئك السفلة المجرمون خلفاء الله ورسوله على هذه الامة المسكينة, وقال تعالى [وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ6](11), لا تكن ساذجاً وتفسر مثل الكذابين اعوان السلاطين انه وعد لهامان وفرعون الماضي في زمن موسى فان الآية بلفظ المستقبل, وارجع الى تفسير اهل البيت(ع) الصادقين الطيبين الذين امرنا الله بمودتهم.


(1) سورة غافر 40/51.

(2) سورة الحج 22/38.

(3) سورة الحج 22/15.

(4) سورة الاعراف 7/128.

(5) سورة النور 24/55.

(6) سورة الانبياء 21/105.

(7) سورة الزمر 39/69.

(8) سورة النور 24/55.

(9) سورة القصص 28/5.

(10) سورة عبس 80/31.

(11) سورة القصص 28/6.