الأئمة ينتقمون من المنافقين

حكم- ورد في القرآن في عدة آيات: [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ73](1), ونسأل هل ان الرسول اغلظ للمنافقين او حاربهم, اما القتل فلم يحدث بالمنافقين اطلاقاً واما الاغلاظ لهم فلا أيضاً وقد مر في آيات اخرى بحسن خلقه ورأفته ورحمته, وورد [فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ...159](2), فالرسول لم يغلظ للمنافقين والقصص على ذلك كثيرة, وانما امر الله بالاغلاظ والمجاهدة رسوله وتأويله وقوعه بيد عترته وذراريهم المجاهدين, ولذلك يقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (يا علي حربك حربي وسلمك سلمي), وقد مر في تفسير آية التطهير (ان هؤلاء اهل بيتي...حربهم حربي وسلمهم سلمي) في بعض النسخ والمصادر من كتب العامة والخاصة.
ويقول: (ان منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله...ولكن خاصف...) النعل يعني علياً, كان يخصف نعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .
وعن ابي ايوب: امر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علي بن ابي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين, وعن عمار قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (يا علي ستقاتلك الفئة الباغية وانت على الحق فمن لم ينصرك يومئذ فليس مني), وعن ابي ذر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (والذي نفسي بيده ان فيكم لرجلاً يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت المشركين على تنزيله).
اذا عرفت ذلك فاعلم ان كثيراً من الآيات هي تخاطب او تصف الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يطبقها الرسول ومع انه لا ينطق بالقول والعمل الا عن امر الله, فالآيات التي لا يعمل بها هي مأولة في خلفائه الطيبين الطاهرين واتباعهم, فجهاد المنافقين الذي جاءت به عدة آيات عمل بها ويعمل في المستقبل ايضاً عترته وذريتهم وانصارهم فعلي ابن ابي طالب قاتل الناكثين وقتل في حربهم حوالي (18) الف ولم يقتل من جماعته الا ثلاثة آلاف حسب تذكري, وفي صفين قاتل القاسطين فقتل مأة الف وفي حرب الخوارج قتل حوالي عشرة آلاف منهم.
والامام الحسن(ع) قتل في دفاعه وموقفه المئات, وفاطمة الزهراء هي التي اغلضت للمنافقين وفضحتهم بالنفاق والارتداد والانقلاب على الرسول ودعت عليهم باصابة الظالمين فقتل في واقعة الحرة حوالي عشرة آلاف على يد جيش يزيد لعن الله القتلة وبعض المقتولين, والامام الحسين(ع) قتل حوالي ثلاثة آلاف, وفي فتنة ابن الزبير قتل هو وقتل معه 25 الف, وزيد بن علي قتل عشرات الالاف والحسين بن علي شهيد فخ قتل عشرات الالاف ومحمد ذو النفس الزكية في البصرة واخوه ابراهيم عليهما رحمة الله قتلا عشرات الالاف.
ويتمم التغليظ والقتل للظالمين الامام الحجة (عج) فيطهر الارض منهما بالكامل فانهم كيف ينصر الله دينه باهل البيت ويقتل المنافقين ويعملون بآية جهاد المنافقين بامر الله ورسوله ويلعنهم على ايدي اهل الحق, فامر الله للرسول بجهاد المنافقين والاغلاظ لهم ليس لشخص الرسول وانما قد تناولت في اهل بيته ممن خلفوه وممن سيخلفوه وهو الحجة (عج) قريباً ان شاء الله تعالى.


(1) سورة التحريم 9/73.

(2) سورة آل عمران 3/159.