الآية التاسعة: ثم اهتدى

حكم- ورد في الآية [وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى82](1) وتجد في القرآن آيات عديدة لم تكتف بالايمان الاول وانما تفر        ض الايمان على المؤمن ثانياً مثل [وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ...2](2), [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ...28](3), [لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ...93](4), في الآية الاخيرة مخاطبة المؤمنين بمطلق الايمان أي المسلمينانه اذا امنتم بالرسالة مع العمل الصالح ثم آمنتم بما جاء به الرسول كله من القرآن والعترة اهل بيته الطاهرين(ع) , وعلموا الصالحات في حال ايمانهم الثاني لانه كما قلنا اذا عمل صالحاً بدون ان يود اهل البيت, [فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ85](5).
وورد فيمن لم يود اهل البيت وتسلطوا فاجرموا بحق المؤمنين وساداتهم الائمة المعصومين(ع) وهم مسلمون يعبدون الله ولكنهم [اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا21](6), [يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا22](7), فهؤلاء [وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ], صالح من العبادات, [فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا23](8), وتصديق كل ذلك في الآية الاولى فلا مغفرة ولا قبول في التوبة من المعاصي ولا بالايمان ولا بالعمل الصالح كل ذلك لا ينفع عند الله تعالى حتى يهتدي فما هذه الهداية التي هي شرط لكل شيء في الاسلام وبدونها لا يقبل أي شيء لا الاسلام ولا العمل به؟؟
قال محمد بن مسلم, قال سمعت ابا جعفر(ع) يقول: (كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا امام له من الله ولا امام له من الله فسعيد غير مقبول وهو ضال متجبر والله شانئ لاعماله, وان مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق...)(9).

وعن ابي عبد الله(ع) قال: (من لم يأت الله عز وجل يوم القيامة بما انتم عليه لم يتقبل منه حسنة ولم يتجاوز له عن سيئة)(10), وعن ابي عبد الله(ع) في قوله تعالى [وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى82](11), قال: (الا ترى كيف اشترط ولن تنفعه التوبة والايمان والعمل الصالح حتى اهتدى؟ والله لو جهد ان يعمل ما يقبل منه حتى يهتدي), قال: قلت الى من جعلني الله فداك, قال: الينا)(12).


(1) سورة طه 20/82.

(2) سورة محمد 47/2.

(3) سورة الحديد 57/28.

(4) سورة المائدة 5/93.

(5) سورة آل عمران 3/85.

(6) سورة الفرقان 25/21.

(7) سورة الفرقان 25/22.

(8) سورة الفرقان 25/23.

(9) الوسائل ب29ح1 و3 مقدمات العبادات وسنذكره أيضاً.

(10) الوسائل ب29ح1 و3 مقدمات العبادات وسنذكره أيضاً.

(11) سورة طه 20/82.

(12) الوسائل ب29 ح19 مقدمة العبادات.