الثالثة: آية المباهلة

حكم- قال الله تعالى: [فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ61](1), ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ناظر النصارى وافهمهم بان الله واحد لا شريك له وان عيسى(ع) روحه وعبده خلقه من غير اب كما خلق آدم من غير ابوين فعاندوا وكذبوا واصروا بان المسيح ابن الله فامر الله رسوله ان يباهلهم فيلعنهم والله يعلنهم, قال الرازي في تفسيره: فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه مر اسود كساء صوف قصير الكمين وقد احتضن الحسين واخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول لهم اذا انا دعوت فأمنوا, فقال اسقف نجران يا معشر النصارى اني لأرى وجوهاً لو سألوا الله ان يزيل جبلاً لازاله بها فلا تباهلوهم فتهلكوا ولا يبقى على وجه الارض نصراني الى يوم القيامة(2).

وقال ابن حجر قال في الكشاف لا دليل أقوى من هذا على فضل اصحاب الكساء وهم علي وفاطمة والحسنان لانهما لما نزلت هذه الآية دعاهم (صلى الله عليه وآله وسلم) (3), وكيف كان فالآية تثبت كل ما للرسول من السلطة الالاهية على العباد وحكمه نافذ فيهم وأمره ونهيه هو امر الله ونهيه وان يده يد الله وهو باب الله الذي منه يؤتى وهو عين الله في عباده وهو الشاهد على الامة, كل ذلك وغيره هو رتبة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هو لعلي ايضاً وهو الذي يتلوه شاهد منه وهو اول الائمة الشهداء على الناس, وذلك لان آية المباهلة اثبتت نفسية الرسول لعلي وعلي لنفسية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولو لم يكن علي كنفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في كل شيء الا النبوة لما صح للرسول اخذه للمباهلة لان الآية خصت النفس والابناء والنساء فيكون الرسول مخالفاً لامر القرآن وحاشاه عن ذلك.


(1) سورة آل عمران 3/61.

(2) تفسير الرازي 8/85 ط البهية في مصر.

(3) الصواعق المحرقة 143 و 155 و 156.