فصل لابد من حكومة

حكم- لايد من حكومة لها قوة وسلطة تدير شؤون البلاد وتسوس العباد وهذا كائن من اول الدنيا الى آخرها وتختلف العصور بين ما كانت الحكومة بيد ولي الله من نبي مثل آدم(ع) وادريس وداود وسليمان وغيرهم مثل اسكندر ذو القرنين لو قلنا انه نبي او وصي نبي كيوشع بن نون وصي موسى.
او كانت بيد غير النبي والوصي من عادل ومحق بالحكومة مثل طالوت حيث صار ملكاً بامر الله ورسوله, ولا يكون ملكاً او رئيساً محقاً وشرعياً الا ما ورد فيه امر الله ورسوله كالامام علي(ع) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فمنذ كان اهل البيت(ع) المعصومين وهم الائمة اثنا عشر فانهم كانوا احق بالخلافة في الامة وهم اعلم الامة واعدلهم واشجعهم وأقفاهم من الذين حكموا الامة سواء باسم الخلافة او الامارة او سموا انفسهم امير المؤمنين وهو اللقب الذي خص به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ابن عمه علياً(ع) .
وكلهم كانوا مجرمين فاسقين اهل غناء ورقص وخمور وفجور وظلم وجور واجرام من الخلفاء الثلاثة كما سيأتي والى عصرنا هذا, فاذا كان غير المعصوم ولا روي فيه امر من الله ورسوله ولا استنابه أحد الائمة المعصومين(ع) فانه مرفوض ولكن قد يسكت الامام عليه بحسب عهد لله ولرسوله بالصبر والتحمل كالامام علي حيث اعطى العهد للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ان لا يرفع سيف الاعلى الناكثين والقاسطين والمارقين وصبروا اشد الصبر واشد التحمل لما فعلوا من الهجوم على داره وغصب ارضه واسقاط جنين الزهراء وهو المحسن.
او اعطى العهد للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالصبر والتحمل حتى القتل والاستشهاد مثل كل الائمة(ع) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحسن حيث دس إليه معاوية السم وقتلته زوجته جعدة بنت الاشعث عامل معاوية وهي بنت اخت ابي بكر, والامام الحسين(ع) قتله يزيد لعنه الله بالجيش الملعون, وعلي بن الحسين قتله هشام بن عبد الملك بالسم, ومحمد الباقر قتله هشام أيضاً وجعفر الصادق(ع) قتله المنصور الدوانيقي وموسى الكاظك(ع) قتله هارون بعد سجنه 14 سنة او عشرين سنة على اختلاف الاحاديث, والامام الرضا(ع) قتله المأمون لعنه الله والامام الجواد قتله المعتصم بواسطة ام الفضل بنت المأمون زوجة الامام(ع) , والامام الهادي(ع) قتله المعتمد والامام العسكري(ع) قتله المعتضد.

حكم- قلنا انه لا بد من حكومة وسلطان يسوس الناس ويدير شؤون بلادهم وهو اما محق وشرعي واما متسلط بالقوة والسلاح والرجال والمال, والحال كما عن امير المؤمنين(ع) في نهج البلاغة انه لما سمع كلام الخوارج (لا الا لله) قال انها كلمة حق يراد بها باطل ولكن هؤلاء يقولون, يقصدون (لا إمرة الا لله) فهم خاطئون, (وانه لا بد للناس من امير بر او فاجر يعمل في امرته المؤمن ويستمتع فيها الكافر ويبلغ الله فيها الاجل بها الفيء ويقاتل بها العدو وتؤمن بها السبل ويؤخذ بها الضعيف من القوي)(1), ويشير الى ذلك كثير من الآيات منها: [فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ22 أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ23 أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا24](2)


(1) نهج البلاغة.

(2) سورة محمد 47/22 – 24.