الاحكام الخمسة

حكم- التقية على خمسة احكام منها واجبة ومنها محرمة ومنها مفضلة ومنها مكروهة ومنها مباحة لافضلية فيها ولا كراهة.
أ- المحللة بدون ان يتعرض الامام(ع) لفضيلتها عن صحيح الفضلاء قالوا سمعنا ابا جعفر(ع) يقول: (التقية في كل شيء يضطر إليه ابن آدم فقد أحله الله له)(1), فأن الامام(ع) قال احله ولم يفضل الترك ولا يكره.
وعن علي(ع) قال: (واما الرخصة التي صاحبها فيها بالخيار فان الله نهى المؤمن ان يتخذ الكافر ولياً ثم من عليه باطلاق الرخصة له عند التقية في الظاهر ان يصوم ويفطر بافطاره ويصلي بصلاته ويعمل بعمله ويظهر له استعمال ذلك موسعاً عليه فيه وعليه ان يدين الله تعالى في الباطن بخلاف ما يظهر لمن يخافه من المخالفين المستولين على الامة), قال الله تعالى: [لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ28](2), فهذه رحمة تفضل الله بها على المؤمنين رحمة لهم ليستعملوها عند التقية في الظاهر وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (ان الله يحب ان يؤخذ برخصه كما يجب ان يؤخذ بعزائمه)(3), وهذا مصرح بالاباحة والرخصة اعم من الرجحان او رجحان العدم.
ب- التقية المستحبة المفضلة
حكم- عن يوسف بن عمران الميثمي قال: سمعت ميثم النهرواني يقول: دعاني أمير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) وقال: (كيف انت يا ميثم اذا دعاك دعي بني امية عبيد الله بن زياد الى البراءة مني؟ فقلت: يا امير المؤمنين انا والله لا ابرأ منك؟ قال: (اذاً والله يقتلك ويصلبك), قلت: اصبر فذاك في الله قليل, فقال: (يا ميثم اذاً تكون معي في درجتي)(4).
ج- التقية المستحبة والكتمان لاجل النجاة
حكم- في نهج البلاغة انه قال: (اما انه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم مندحق البطن يأكل ما يجد ويطلب ما لا يجد فاقتلوه ولن تقتلوه الا وانه سيأمركم بسبي والبراءة مني فاما السب فسبو فانه لي زكاة ولكم نجاة واما البراءة فلا تبرؤا (تتبرؤا) مني فاني ولدت على الفطرة وسبقت الى الايمان والهجرة)(5).
د- التقية الواجبة
حكم- في الاحتجاج عن أمير المؤمنين(ع) في احتجاجه على بعض اليونان قال: (وآمرك ان تصون دينك وعلمنا الذي اودعناك فلا تبد علو منا لمن يقابلها بالعناد ولا تفش سرنا الى من يشع علينا وآمرك ان تستعمل التقية في دينك فان الله يقول [ لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ...28] وقد اذنت لكم في تفضيل اعدائنا ان الجأك الخوف اليه من اظهار البراءة ان حملك الوجل عليه وفي ترك الصلوات المكتوبات ان خشيت على حشاشة نفسك الافات والعاهات فان تفضيلك اعدائنا عند خوفك لا ينفعهم ولا يضرنا وان اظهارك براءتك منا عند تقيتك لا يقدح فينا ولا ينقصنا ولئن تبرء منا ساعة بلسانك وانت موال لنا بجنانك لتبقى على نفسك روحها التي بها قوامها وفالها الذي به قيامها وجاهها الذي به تمسكها وتصون من عرف بذلك اولياءنا واخواننا فان ذلك افضل من ان تتعرض للهلاك وتنقطع به عن عمل في الدين وصلاح اخوانك المؤمنين واياك ان تترك التقية التي امرتك بها فانك شائط بدمك ودماء اخوانك معرض لنعمتك ونعمتهم للزوال مذل لهم في ايدي اعداء دين الله وقد امرك باعزازهم فانك ان خالفت وصيتي كان ضررك على اخوانك ونفسك اشد من ضرر الناصب لنا الكافر بنا)(6).
هـ- التقية المحرمة
حكم- عن ابي حمزة الثمالي قال ابو عبد الله(ع) : (لم تبق الارض الا وفيها منا عالم يعرف الحق من الباطل وقال انما جعلت التقية ليحقن بها الدم فاذا بغلت التقية الدم فلا تقية وايم الله لو دعيتم لتنصرونا لقلتم لا نفعل انما التقية ولكانت التقية احب اليكم من ابائكم وامهاتكم ولو قام القائم ما احتاج الى مسائلتكم عن ذلك ولأقام في كثير منكم من اهل النفاق حد الله)(7).
و- وورد التخيير وافضلية التقية
حكم- ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ارسل رسولين الى مسيلمة الكذاب فقال مسيلمة لاحدهما هل ان محمداً نبي؟ قال: نعم, قال: فهل انا نبي؟ قال قد صممت فاعاد السؤال هل ان محمداً نبي؟ قال نعم, فاعاد ثلاثاً كل مرة يجيب مثل ما اجاب به اولاً, فامر به فقتله ثم سأل الثاني فقال هل ان محمداً نبي فقال نعم, قال فهل انا نبي قال نعم فسلم بنفسه, فسئل الامام الصادق(ع) فما حالهما؟ فقال: (اما الاول فانه تعجل بروحه الى الجنة واما الآخر فانه فقيه نجى بنفسه) مما يظهر اولولية التقية وحفظ النفس.


(1) الوسائل ب25 امر بالمعروف.

(2) سورة آل عمران 3/28.

(3) الوسائل ب25 مقدمة العبادات.

(4) الوسائل 29/10 الامر بالمعروف و11 وفي نهج البلاغة الخطبة 57 ص130.

(5) الوسائل 29/10 الامر بالمعروف و11 وفي نهج البلاغة الخطبة 57 ص130.

(6) الوسائل 29/10 الامر بالمعروف و11 وفي نهج البلاغة الخطبة 57 ص130.

(7) الوسائل ب31 الامر بالمعروف.