إشكال ورد

[حكم -4] اشكل أحد الشباب الجهلة من العامة على علماء الشيعة ورسائل المراجع ان الكتب الفقهية للشيعة جعلت الزكاة في تسعة اشياء فقط الفلات الاربع والانعام الثلاثة والنقدين، مع ان القرآن يذكر الزكاة في كل شيء وما ذكر الصلاة الا يذكر معها الزكاة.
وجعلوا الخمس في كل شيء بينما في القرآن للخمس آية واحدة [وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ](1)
وهي مخصوص غنائم الحرب وقد جعلها الشيعة الغنائم في كل شيء من الارزاق والمعايش واكثروا بحثها في كتبهم الفقهية؟!
قلت أولاً – ان الغنائم ليس فقط غنائم الحرب بحسب تفسير رسول الله والائمة المعصومين(ع) بل هي ما يغنمه الانسان في حياته والكلمة في الآية مطلقة بل عامة [غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ] والشيء كلمة عامة شاملة لكل فائدة لغة وعرفاً ان كنتم تفهمون وان كنتم عرباً كما تزعمون.
وثانياً - لم تقل الشيعة ان الزكاة في التسعة فقط وانما هناك قولان لهم فبعضهم يقول بالتسعة فقط وبعضهم يقول كما في أحاديث كثيرة في كل مال دائر بين الناس ومتنامي بالتجارة وراجع في ما سبق قبل وريقات ماذا قلنا وماذا حدثنا عن آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من مصادرنا.
وثالثا – إن الزكاة في القرآن لم تخص المال وتعم كل الاموال ومنها الخمس فانها عامة شاملة.
الاول : لزكاة النفس قال تعالى: [وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا](2)
[فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى](3)
ثم زكاة الاشياء والاغراض قال الامام الصادق(ع): ((زكاة الذهب اعارته))
وقال الله تعالى [الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ](4)
وورد أيضاً (زكاة المجالس ان تقول اذا قمت [سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ](5)
وزكاة الغيبة أن يستغفر لمن استغابه
والكفارات هي زكاة والفدية زكاة ودية القتيل أو المعتدى عليه زكاة
وزكاة المال هي الصدقة قال الله تعالى: [خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ] (6)
فكتب الفقه والحديث عند الشيعة لم تخص الزكاة بباب واحد ولم تقصرها على اشياء فقط ابداً وان هذا القائل ليجهل كل شيء عن مذهب التشيع.
وعلى كل حال ان الزكاة في القرآن الكريم والحديث الشريف تشمل امور كثيرة والزكاة هي التصفية والتهذيب والتطهير للمال والنفس والبدن والاملاك والاغراض وكل شيء.
فالزكاة المذكورة في القرآن مأة آية ومع كل ذكر صلاة هي لكل هذه المعاني فهي شاملة للخمس.
فالتوسع ببحث الخمس هو نفس التوسع بمعنى الزكاة.
والشيعة لم يخالفوا القرآن واحكامهم هي من القرآن والسنة الصحيحة من الصادقين وليس من بني أمية الفجرة ولا من الرواة الكذبة قال الإمام الصادق(ع) : (كل ما خرج من غير هذا البيت فهو رد) ((فهو باطل)) يعني من التفسير والاحكام وان المخالفين ((في خلافهم الرشد)).


(1) الأنفال 8/41.   

(2) الشمس 91/1-10.   

(3) النجم 53/32.   

(4) الماعون 17/ آخرها.   

(5) الصافات 37/180.   

(6) التوبة 9/103.