كتاب الخمس وهو السابع من الموسوعة

[حكم -1]

  1. ورد عن أبي بصير عن ابي جعفر(ع) قال: ((ما أيسر ما يدخل به العبد النار؟ قال: من أكل من مال اليتيم درهما ونحن اليتيم))(1).
  2. وقال الصادق(ع): ((ان الله لا اله الا هو لما حرم علينا الصدقة أنزل لنا الخمس فالصدقة علينا حرام والخمس لنا فريضة والكرامة لنا حلال))(2)
  3. [حكم -2] الخمس من الفرائض في الضرائب المالية التي جعلها الله في أموال الناس خاصة لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل محمد(ع) وذرياتهم وقراباتهم من جهة الأب خاصة إكراماً عن الزكوات والصدقات التي عممها لفقراء ومؤسسات بقية الناس.

  4. والاكرام لمحمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه اصطفاهم في خلافة الارض على العالمين.
  5. حيث ان الله تعالى قد اصطفى اربع عوائل بالخلافة بالارض من آدم(ع) الى يوم القيامة دون غيرهم ومن تسلط غيرهم فهو غاصب وظالم ومجرم لعنه الله قال الله سبحانه [إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)](3)
    واشكل بعض الجهلة النوكى على هذه المعلومة بان الخلافة اهلية وليست عشائرية نسبية قلت اولا ان الله اختار واصطفى الاهلية وليس فقط ذرية نسبية
    وثانياً هذا اشكال على الله وكتابه الكريم وانبيائه صوات الله عليهم.

  6. قال الله تعالى: [اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (76) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)](4)
  7. وقال تعالى: [وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ](5).
  8. [وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ](6).
  9. [أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ](7)
  10. وروي: (لا يحل لرجل ان يشتري شيئاً ويقول اشتريته بمالي حتى يؤدي الينا حقنا) وعن أبي جعفر(ع) قال: ((كل شيء قوتل عليه على شهادة ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فان لنا الخمس ولا يحل لأحد ان يشتري من الخمس شيئاً حتى يصل الينا حقنا))(8).
  11. وعن علي(ع) قال: ((واما ما جاء في القرآن من ذكر معايش الخلق واسبابها فقد اعلمنا سبحانه ذلك من خمسة أوجه وجه الامارة ووجه العمارة ووجه الاجارة ووجه التجارة ووجه الصدقات فأما وجه الامارة فقوله تعالى: [وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ] فجعل لله خمس الغنائم والخمس يخرج من أربعة وجوه من الغنائم التي يصيبها المسلمون من المشركين ومن المعادن ومن الكنوز ومن الغوص))(9)
  12. يعني الغنائم في كل شيء من الارباح وليس بغنائم الحرب فقط.

  13. وفي خبر المعلى قال قلت لأبي عبد الله(ع): ((ما لكم من هذه الأرض؟
  14. فتبسم ثم قال ان الله بعث جبرائيل وأمره ان يخرق بابها من ثمانية أنهار في الارض منها سيحان وجيحان وهو نهر بلخ والخشوع وهو نهر الشاش ومهران وهو نهر الهند ونيل مصر ودجلة والفرات فما سقت أو اسقت فهو لنا وما كان لنا فهو لشيعتنا وليس لعدونا منه شيء الا ما غصب عليه وان ولينا لفي اوسع فيما بين ذه وذه -يعني ما بين السماء والارض- ثم تلا هذه الآية [قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا](10) المغصوبين عليها [خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ](11) بلا غصب))(12)

  15. وعن الإمام(ع): (ويل لمن كان شفعاؤه وخصماؤه)
  16. الآيات التي تثبت حقوق آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) المالية. [حكم -3] ورد في أحاديث كثيرة تشير الى آيات عديدة نزلت في أثبات حقوق مالية لمحمد وآل محمد غير الحقوق في الخلافة والولاية والاطاعة والمودة والطهارة والعصمة وانهم النور وأعداؤهم ظلمات وانهم الشمس والقمر والنهار والحسنات والآيات والذكر. واعداؤهم الليل والسيئات والموبقات وغير ذلك.

  17. فمن الآيات المالية ما نحن فيه: [وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ] ذكر سبحانه للتشريف للمجموعة الذين يذكرهم معه والا فهو المالك الاصلي للمال ولخمس المال.
  18. [وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى] وهم آل محمد الثلاثة عشر علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة التسعة من ذرية الحسين صلوات الله عليهم اجمعين كما سيأتي الروايات والتفصيلات في ذلك وهؤلاء الثلاثة حصتهم تسمى حق الامام(ع).
    ثم ذكر حق السادة وهم [وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ](13) هؤلاء من السادة فقط من بين هاشم كما سيأتي التفصيل.

  19. والآية الثانية [مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ](14) والقرى يعني كل مدن العالم.
  20. والثالثة: [فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ] (15)
  21. عن أبي سعيد الخدري انه لما نزلت الآية اعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة فدكاً وسلمها اليها وهو المروي عن أئمتنا(ع)(16)
    الى غيرها من الآيات بحسب تفسير أهل البيت(ع).

  22. وعن عمران عن موسى بن جعفر(ع) قال: قرأت آية الخمس فقال(ع) (ما كان لله فهو لرسوله وما كان لرسوله فهو لنا ثم قال والله لقد يسر الله على المؤمنين ارزاقهم بخمسة دراهم جعلوا لربهم واحداً أكلوا أربعة حلالاً ثم قال هذا من حديثنا صعب مستصعب لا يعمل به ولا يصبر عليه الا ممتحن قلبه للايمان).
  23. وعن سليم ابن قيس قال سمعت أمير المؤمنين(ع) يقول : ((نحن والله الذي عنا الزي القربى والذين قرنهم الله بنفسه وبنبيه فقال: [مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ]
  24. منا خاصة ولم يجعل لنا سهماً في الصدقة اكرم الله نبيه واكرمنا ان يطعمنا من اوساخ ما في ايدي الناس)(17)

  25. وعن الباقر(ع) : ((قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : خلق الله آدم واقطعه الدنيا قطيعة فما كان لآدم فلرسول الله وما كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو للأئمة من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) )).
  26. وخبر ابي سيار عن أبي عبد الله(ع) : ( يا أبا سيار: الارض كلها لنا فما أخرج الله من شيء فهو لنا)(18).
  27. ومن اجوبة الناحية المقدسة لمحمد بن عثمان العمري رحمه الله: ((بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من أكل من مالنا درهما حراماً))(19).
  28. ضمان الجنة للمخمس: عن الحكم الاسدي قال: ((دخلت على ابي جعفر(ع) فقلت له: أين وليت البحرين فأصبت بها مالاً كثيراً واشتريت ضياعاً واشتريت رقيقاً واشتريت امهات أولاد وولد لي وانفقت وهذا خمس ذلك المال وهؤلاء أمهات أولادي ونسائي قد اتيتك به؟ فقال أما أنه كله لنا وقد قبلت ما جئت به وقد حللتك من أمهات أولادك ونسائك وما انفقت وضمنت لك عليَّ و على ابي الجنة))(20).

(1) الوسائل ب1/ح2.   

(2) الوسائل ب1/ح2.   

(3) ال عمران 3/33-34.

(4)  الحج 22/75 و78.

(5) القصص 28/68.

(6) الدخان 44/32-33.

(7) البقرة 2/140.

(8) الوسائل 2/5 ما يجب فيه الخمس.

(9)الوسائل 2/12 ما يجب فيه الخمس.

(10)الاعراف 7/32.

(11)  الاعراف 7/32.

(12) الوسائل 4/17. .

(13) الأنفال 8/41

(14) الحشر /7.

(15) الروم 3/38.

(16) تفسير جوامع الجامع للشيخ الطوسي ص359.

(17) الوسائل 4/12 الأنفال. 

(18) الوسائل 4/12 الانفال.

(19) الوسائل ب3 ح 7 الانفال.

(20)  الوسائل ب1/13 الانفال.