12- وظائف الاعضاء من الله على المتقين المطيعين

حكم- ورد في حديث طويل عن ابي عبد الله (ع) قال: (ان الله فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها فليس من جوارحه جارحة الا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به اختها...فاما ما فرض على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بان لا اله الا الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً لم يتخذ صاحبة ولا ولداً, وان محمداً عبده ورسوله(ص) والاقرار بما جاء به من عبد الله من نبي او كتاب فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو قول الله عز وجل [إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ...106](1), وقال: [الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ...41](2), وقال: [وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء ...284](3), فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة فهو عمله وهو رأس الايمان, وفرض الله على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد عليه واقربه قال الله تبارك اسمه: [وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً...83](4) وقال: [وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ46](5), فهذا ما فرض الله على اللسان وهو عمله, وفرض على السمع ان يتنزه عن الاستماع الى ما حرم الله وان يعرض عما لا يحل له مما نهى الله عز وجل عنه والاصغاء الى ما اسخط عز وجل فقال عز وجل في ذلك :[وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍغَيْرِهِ...140](6).
ثم استثنى موضع النسيان فقال [وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ68](7), وقال [فَبَشِّرْ عِبَادِ 17 الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ18](8), وقال تعالى [قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 1 الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ 2 وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ 3 وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ4](9), وقال [وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ...55](10), وقال [وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا72](11), فهذا ما فرض الله على السمع من الايمان ان لا يصغى الى ما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان, وفرض الله على البصر ان لاينظر الى ما حرم الله عليه وان يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان فقال تبارك وتعالى: [قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ...30](12) ان ينظروا الى عوراتهم وان ينظُر المرء الى فرج أخيه ويحفظ فرجه ان يُنظر اليه, وقال [وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ...31](13), من ان تنظر احداهن الى فرج اختها وتحفظ فرجها من ان ينظر اليه, وقال: كل شيء في القرآن من حفض الفرج فهو من الزنا الا هذه الآية فانها من النظر ثم نظم ما فرض على القلب والبصر واللسان في آية اخرى فقال: [وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ...22](14) يعني بالجلود الفروج والافخاذ, وقال: [وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً36](15), فهذا ما فرض الله على العينين من غض البصر وهو عملها وهو من الايمان وفرض الله على اليدين ان لايبطش بهما الى ما حرم الله وان يبطش بهما الى ما امر الله عز وجل وفرض عليهما من الصدقة وصلة الرحم والجهاد في سبيل الله والطهور للصلوات فقال تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ...6](16), وقال [فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا...4](17) فهذا ما فرض الله على اليدين لان الضرب من علاجهما, وفرض على الرجلين ان لا يمشي بهما الى شيء من معاصي الله وفرض عليهما المشي الى ما يرضى الله عز وجل فقال: [وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً37](18), وقال [وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ19](19), وقال فيما شهدت به الأيدي والارجل على انفسهما وعلى اربابها من تضييعها لما امر الله به وفرضه عليها [الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ65](20), فهذا مما فرض الله على اليدين وعلى الرجلين وهو عملها وهو من الايمان, وفرض على الوجه السجود له بالليل والنهار في مواقيت الصلاة فقال: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ77](21), فهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين وقال فب موضع آخر: [وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا18](22) الى ان قال: فمن لقي الله حافظاً لجوارحه موافياً كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عليها لقي الله عز وجل مستكملاً لايمانه وهو من اهل الجنة ومن خان في شيء منها او تعدى مما امر الله عز وجل فيها لقي ناقص الايمان... وبتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة وبالنقصان دخل المفرطون النار)(23).
ثم ذكر في الوسائل رسالة الحقوق للامام زين العابدين (ع) وهي مطولة وهي كنز المعارف في الحقوق الاجتماعية(24).


(1) سورة النحل 6/106.

(2) سورة المائدة 5/41.

(3) سورة البقرة 284.

(4) سورة البقرة 83.

(5) سورة العنكبوت 29/46.

(6) سورة النساء 4/140.

(7) سورة الانعام 6/68.

(8) سورة الزمر 39/18.

(9) سورة المؤمنون 23/1 – 4.

(10) سورة القصص 28/55.

(11) سورة الفرقان 25/72.

(12) سورة النور 24/30.

(13) سورة النور 24/31.

(14) سورة فصلت 41/22.

(15) سورة الاسراء 17/36.

(16) سورة المائدة 5/6.

(17) سورة محمد 47/4.

(18) سورة الاسراء 17/37.

(18) سورة لقمان 31/19.

(20) سورة يس 36/65.

(21) سورة الحج 22/77.

(22) سورة الجن 72/18.

(23) الوسائل ب2 ح1 النفس.

(24) الوسائل ب2 ح1 النفس.