فصل المرابطة

[حكم -33] ذكرت المرابطة في آيات واحاديث كثيرة ومنها ايتان
[وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ](1).
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ](2)
وفي الحديث: (من رابط في سبيل الله يوماً وليلة كانت له كصيام شهر وقيامه فان مات جرى عليه عمله الذي كان يعمل واجرى عليه رزقه وامن الفتان)(3)
والفتان هو الشيطان يهيم بالمنازع ويحاول ان يكفره عند الموت اجارنا الله عنه ولذا ورد في الآية: [يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ](4)
فالمؤمن المخلص العامل صالحا يثبته الله بالعقيدة الصحيحة الى ان ينزع الروح.
[حكم -34] كانت البلدان في العالم مفتوحة الحدود ويقدر كل معتد ان يتسلل اليها ويعبث فيها قتلاً وحرقاً وهجوماً نعم تكون بعض المدن في الحكومات القوية كالفرس والروم مسورة ومحصنة فندب الاسلام المؤمنين لربط انفسهم في ثغور مداخل البلاد الاسلامية والحراسة فيها يوماً أو شهراً أو اكثر.
وفي ذلك الثواب العظيم والاجر الجسيم
وأما الان فلا حاجة لهذه الشعيرة اذ الحكومات كلها حددت بلدانها ووضعت نقاط التفتيش فلا يمر أحد من الحدود الا بالجواز والاوراق الثبوتية والضبط التام وشرطة الحدود منصوبون ولا يستطيع احد ان يرابط معهم وعلى كل حال فالجهاد والمرابطة شرطها ان يكون امام الحق مبسوط اليد وأما البلدان التي في ايدي ظلمة أهل البيت(ع) أو الكفار فلا يجوز الدفاع عنها لأن الدفاع يكون عن حكمهم الجائر وتقوية لهم وزيادة لجبروتهم.
فعن يونس قال: ((سأل ابا الحسن(ع) رجل وانا حاضر فقلت له جعلت فداك ان رجلا من مواليك بلغه ان رجلا يعطي سيفا وقوساً في سبيل الله فاتاه فاخذهما منه وهو جاهل بوجه السبيل ثم لقيه اصحابه فاخبروه ان السبيل مع هؤلاء لا يجوز وامروه بردهما؟
قال: فليفعل
قال: قد طلب الرجل فلم يجده وقيل له قد قضى الرجل
قال: فليرابط ولا يقاتل
قال: مثل قزوين وعسقلان والديلم وما اشبه هذه الثغور؟
فقال: نعم
قال: فان جاء العدو الى الموضع الذي هو فيه مرابط كيف يصنع؟
قال: يقاتل عن بيضة الاسلام.
قال يجاهد؟
قال: لا الا ان يخاف على دار المسلمين
قال: أرأيتك لو ان الروم دخلوا على المسلمين لم ينبغ لهم ان يمنعونهم؟
 قال: يرابط ولا يقاتل وان خاف على بيضة الاسلام والمسلمين قاتل فيكون قتاله لنفسه ليس للسلطان لان في دروس الاسلام دروس ذكر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)))(5)
وعن طلحة عن ابي عبد الله(ع): ((على المسلم ان يمنع نفسه ويقاتل عن حكم الله وحكم رسوله وأما ان يقاتل الكفار على حكم الجور وسنتهم فلا يحل له ذلك)).
وعن ابن سنان عنه(ع) (قلت لابي عبد الله(ع) جعلت فداك ما تقول في هؤلاء الذين يقتلون في هذه الثغور؟
قال: فقال الويل يتعجلون قتلة في الدنيا وقتلة في الآخرة والله ما الشهيد الا شيعتنا ولو ماتوا على فرشهم)(6)


(1) الانفال 8/60 .

(2) آل عمران 3/200.

(3) سنن النسائي من فضل الرباط كتاب الجهاد ح1.

(4) ابراهيم 14/27.

(5) الوسائل ب6 ح1 جهاد العدو.

(6)الوسائل ب6 ح4 جهاد العدو.