فصل الاقتصاد الترفيهي: 46- انواع الالعاب

حكم- قد مضى من الموسوعة العبادات والاقتصاد العبادي وشبه العبادي والمعاملي والعملي وهذا الخامس الاقتصاد الترفيهي وسنشرح ان شاء الله ما امكننا من اسماء الالعاب الواردة القديمة والحادثة في العصر وهي على خمسة احكام:
ومنها واجبة: وهي السبق والرماية في حالة الجهاد اذا وجب وكذلك السباحة اذا ابتلى في الانهار واحتمال الغرق ان لم يعرف السباحة ومنها مستحب وهي السبق والرماية والسباحة والتمارين الرياضية المنشطة للبدن وهي مما ندب اليها الشرع في روايات عديدة, ومنها مباح وهي المشي والتفرج والسهرات في المباحات والسفر للتنزه المحلل ومنها مكروه كالصيد للتنزه ان لم يحصل به اسراف وتبذير ويمكن ان يكون منه الكرة على انواع العابها, ومنها حرام كلعب القمار وانواع الالعاب الرهون والمرابحة بدون المقابل من عمل او بضاعة.
حكم- قال الله تعالى: [اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ20](1) ان الله تعالى يذكر مراحل عمر الناس فاول عمر الانسان يوماً واحداً تراه يلعب الى ان يصير يافعاً في 13 سنة تقريباً فانه يزيد اللعب باللهو بان يتدخل بالعاب فكرية ويبتدع اشياء من اللعب ويلتهي بذلك ويترك اموراً مهمة من اجل لهواته وسهواته واذا بلغ الجنس صار يلتهي في فكره واعضائه بالشهوة الجنسية, فاذا على الثلاثين اخذ عادة التفاخر بامواله او بعمله او بشهادته المدرسية او بزوجته او بالالوان والاشكال والابتكارات, فاذا صار بالاربعين سنة صار فيه حالة الطمع والمتاجر وزيادة الاموال والاولاد.

ومعلوم ان هذه الاحوال واختلافها لاوساط الناس وليس المغرقون بالرذيلة والفسقة والفجرة وتربية الكفر والجريمة فقد ترى اناساً يزيد على السبعين يشرب الخمر ويرقص بين الجماهير ويزني ويفجر, ولا المقدسين فقد ترى المعصوم او ما قارب حالة العصمة تراه في السنة الاولة من عمره يصلي ويسبح ويحمد ويكبر ويهلل فالآية لا تعني الشاذ في الفسق والفجور ولا تعني ذوي العصمة وعوالي التقوى, ثم ان الله ضرب مثلاً لسيرة الناس كمثل مطر ينبت ويزدهي بنباته يعجب زراعه والكفار بمعنى الزراع ثم يضربه الرياح والاعاصير فيهيج ويتقطع ويتيبس فيصفر ويفسد ويتحطم مثلاً للشيخ الممراض ويتحطم القوي حتى يهلك, وفي الآخرة للكفار والفاسقين وهم اكثر الخلق ثم تأتي لبعضهم الشفاعة والمغفرة والرضوان, ومن غفلة الانسان يغتر بالدنيا ثم يتيقض في قبره فيندم ويعض على يده.


(1) سورة الحديد 57/20.