من معاني القضاء في اللغة والدين

حكم- القاضي هو الحاكم فانه يقضي في كل الشؤن مثل حفظ اموال القاصرين والبت في الوصايا واجراء العقود بين الناس واجراء النكاح والطلاق واللعان والمصالحات وتسجيل المضاربات, وحل النزاع واجراء الحدود والحبس والتعزيرات ولكن النظام الاستعماري وتطبيق حكامنا من عملائهم فرقوا بين القاضي والحاكم فا لقاضي بيت في الاحكام الشرعية مثل العقود والنكاح والطلاق واما الحاكم وكثروا من موظفيه فحاكم الصالح وحاكم الجزاء وحاكم الاستئناف.
حكم- القضاء قد يقصد به

  1. الاتمام والانتها منه قال تعالى: [فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ](1).
  2. الامر مثل [وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ](2).
  3. الانهاء وكمال الاداء [فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ](3).
  4. الاعلام لحصول حادث [وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ](4).
  5. الفصل في الحكم [إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ](5).

حكم- القاضي يسمى لحل النزاعات بين المتخاصمين, واما الحاكم فهو اعم اذ يعبر للخليفة والوالي والملك ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومدير المنطقة وامير المنطقة وامير البلاد وهؤلاء لا يسمون قضاة ومنظم الاسواق والتجارات ومخمن البضائع وغيرهم وغيرهم يعبر عنهم بالحاكم.
حكم- القضاء لفة فقد عرفت بعض معانيه من خلال بعض الايات غيرها واما القضاء بالاصطلاح الشرعي فهو سلطة شرعية لاصلاح النفوس والاعراض والامول ونشر العدل بين الناس وردع المعتدين وجزاءهم الاني في فعلهم ورد المظالم, كما قال امير المؤمنين (ع) : الظالم القوي عندي ضعيف حتى اخذ منه الحق والمظلوم الضعيف عندي قوي حتى اخذ الحق له.
حكم- القاضي والمفتي والمجتهد والفقيه, الفاظ قد يتحد مصداقها في الشخص ولكن اعتبارها مختلف فيسمى قاضيا وحاكما با عتبار البت في فصل الخصومات ويقضي على الباطل ويثبت الحق لاهله.
ومفتيا: باعتباره انه يدلي برايه في الاحكام الشرعية والعبادية والمعاملية في حق الله وفي حق الناس, ومجتهداً- باعتبار توصله وتحصيله الادلة الشرعية واستنباط الاحكام الشرعية الفرعية من ادلتها التفصيلية, وفقيها: باعتبار فهمة لما يدور حوله من الحوادث وتطبيق الحلول الشرعية لما يدور في الدنيا بين الناس, والفقه: الفهم اما العام واما في الاحكام الشرعية.
حكم- قد ثبت ان لاحجية لكل مفتي ولا تصحيح لكل فقه الا ما ثبت اخذه عن طريق الله ورسوله واهل بيته وقد وردت الروايات الكثيرة في تأصيل هذا الأصل (كل ما خرج من غر هذا البيت فهو رد) (فهو باطل) وعن ابي جعفر (ع) في الاية [لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا...](6), (فقال آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ابواب الله وسبيله والدعاء الى الجنة والقادة اليها والا دلاء عليها الى يوم القيامة)(7).
حكم- قد يسمى الفقيه راويا او نائبا عاما او خاصاً او وكيلا او حجة, اما تسميته راويا وحجة فلقول الحجة (ع) , (واما الحوادث الواقعة فارجعوا بها الى رواة احاديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله)(8) ويسمى الفقيه لقول الامام الصادق (واما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه (على هواه) مطيعا لامر مولاه فللعوام ان يقلدوه) واما الوكيل الخاص او النائب الخاص, فهو لما هو ثابت نصاً وتاريخا ان هناك مجموعة كثيرة من العلماء والفضلاء قد وكلهم الائمة (ع) عنهم في توصيل احكامهم وتمثيلهم في هداية الناس وتعليمهم, وبعض هؤلاء الوكلاء بقوا مهتدين وهادين للناس وعلما للعالمين على رأسهم الوكلاء والنواب الاربعة عثمان بن سعيد وابنه محمد الخلاني وحسين بن روح وعلي بن محمد السمري سلام الله عليهم, وامثالهم كرواة وفضلاء الامام الصادق كزرارة ومحمد بن مسلم ويونس بن عبد الرحمان ومن اصحاب ووكلاء الامام الجواد زكريا بن آدم, وغيرهم سلام الله عليهم واما تسمية كل فقيه في عصر الغيبة بالوكيل العام او النائب العام عن الحجة (ع) فهو لتوقيع الامام الحجة ذكرناه انفاً (اما الحوادث..).
حكم- سيأتي ان القاضي اما مطلق واما قاضي التحكيم والثاني لا يشترط منه ما يشترط للقاضي المتصدي للقضاء بين الناس والتحكيم هو ان يتراضى متقاضيان على رجل فاضل يقضي بينهما وهو غير منصوب للقضاء من الشرعين وا ختلفوا هل يشترط ما يشترط في القاضي العام وهل يصح قضاؤه في عصور الغيبة او مخصوص بالحضور
حكم- القضاء لحل النزاعات والحكم بين الناس واجب كفائي لا يسقط عن ذمة الفضلاء والحائزين على اهلية القضاء الا بقيام جماعة كافية عالمة وعادلة في كل دولة في العالم وفي كل مدينة في المعمورة يقضي بين المسلمين وغيرهم او من المعلوم ان المسلمين حالياً يشغلون كل دول العالم ولاتخلو مدينة الا وفيها مسلمون فهؤلاء يجب اصلاحهم وحل نزاعاتهم واصلاح ما بينهم فان قام بهذا الواجب جماعة كثيرة مؤهلة فبها والا فكل الحوزات العلمية آثمة وكل علماء الدين المؤهلين محضرون لعذاب الله وغضبة مقصرون لعناء و...., وكذا لو قام في كل دولة قضاة غير مؤهلين والعلماء المؤهلون العادلون قادرون للتصدي وازالة غيرهم من الجائرين واتباع الجائرين, وفي ذلك ايات واحاديث صريحة ومنها ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (من أصبح ولم يهتم في امور المسلمين فليس بمسلم), (ومن راى منكم منكرا فليقيره بيده فان لم يستطع فبلسانه وان لم يقدر فبقلبه وذلك اضعف الايمان) وقال الله تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي

سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ38 إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ39](9), [انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ...], [وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُعُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ46](10), وقال تعالى [وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ105](11), وقال تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ2 كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ3 إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ4](12), [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ...](13), [وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا95](14).


(1) سورة فصلت 41/12.

(2) سورة الاسراء 17/23.

(3) سورة البقرة 200.

(4) سورة الحجر 15/66.

(5) سورة يونس 10/93.

(6) سورة البقرة 189.

(7) الوسائل ب3 ح10 صفات القاضي.

(8) الوسائل ب11 ح9 صفات القاضي.

(9) سورة التوبة 9/39.

(10) سورة التوبة 9/46.

(11) سورة التوبة 9/105.

(12) سورة الصف 61/2 – 4.

(13) سورة الصف 61/14.

(14) سورة النساء 4/95.